11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحكمة وطاولة الحوار مع الحصار

07 نوفمبر 2017

لقد كانت مشاركة سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمام مؤتمر السياسات العالمية في المغرب من خلال كلمته التي تميزت بالحكمة والاتزان وتدعو إلى طاوله الحوار منذ بداية الازمة الخليجية والحصار الجائر على دوله قطر حتى مشاركته اليوم لها اثر بالغ الأهمية رغم كافة الآثار المتزامنة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا واجتماعيا إلا انه في نفس الرسالة ينددها بفتح كافة آفاق الحوار بين الدول الشقيقة للانتهاء من الأزمة الخليجية والتي لا نعلم ما هي أسباب افتعالها حتى الآن ودفعت ثمنها حاليا شعوبنا العربية والخليجية بشكل خاص ربما كانت تتميز دول الخليج من خلال منظومة مجلس التعاون الخليجي بالترابط الاجتماعي والثقافي والسياسي وغيرها وأكثر دول المنطقة استقرارا من كافة الجوانب واليوم نرى ما لم يكد أحد منا يتوقع هذه الأيام المؤلمة في انشقاق في وحدة الصف الخليجي ليس فقط اختلافا سياسيا بين السياسات ولكنه تم مداخلة الشعوب في هذا الانشقاق وكان له آثاره الوخيمة وأبعاده المفعمة على الجوانب الإنسانية والاجتماعية للشعب الخليجي وكل يوم تلو الاخر تتصاعد الازمة إعلاميا وسياسيا وإنسانيا دون أي اعتبار للروابط التاريخية والدينية والثقافية والاجتماعية والجغرافية وغيرها وربما تكاد الأزمة الأولى الفريدة من نوعها أن يصل صدى أزمتها الحقيقية بهذه الصورة المؤلمة بين شرائح الشعب الخليجي ولا احد يستطيع أن ينكر منا أن الآثار الناجمة عنها وصلت للجميع بدون استثناء ولا يوجد بيت عربي وخليجي ويتألم مما نعيشه هذه الأيام منذ بداية الربيع العربي وما حدث بسوريا واليمن والعراق وربما أنسانا القضية الأم وهي القدس من شدة الأحداث السريعة على المنطقة الشرق الأوسط إلى خطابات الكراهية والتي تبثها وسائل الإعلام باحترافية رفيعة المستوى باستخدام كافة وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية لنشر الفتن والفرقة بين وحدة الشعوب العربية والخليجية وانشقاق الصف العربي والخليجي حتى وصلت خطابات الكراهية لكل بيت وأسرة عربية وخليجية ونعيش حاله من المأساة النفسية والإنسانية والاجتماعية في علاقاتنا مع الإخوة بدول مجلس التعاون ولا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الرياح الخبيثة التي هبت على المنطقة وزعزعت الاستقرار الإنساني والسياسي ولماذا كل ما يحدث ويدور وإلى متى هذا العناد السياسي والنفسي والذي سيقضي على الجميع بدون استثناء في المنطقة مهما كانت مصادر قوته الاقتصادية والسياسية وغيرها ونعيش حالة من غياب الوعي السياسي المتزن المبني على أسس سياسية ودبلوماسية تسمو إلى رؤية مستقبلية متزنة تحقق فيها الأمن والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي لكل شعوبنا الخليجية والعربية ولا كما نراه الآن رياح عنيفة وتخبطات سياسية وإعلامية دون رؤية وأبعاد حكيمة ودبلوماسية فعلية ورغم الحصار الجائر وآثاره مازالت دولة قطر وقياداتها تدعو للحكمة والجلوس على طاولة الحوار إيمانا منها بأهمية المنظومة الخليجية في تحقيق آمال وطموح الشعب الخليجي ذي النسيج الاجتماعي والجغرافي المشترك وان كل يوم يمر على المنطقة تتضاعف الآثار الوخيمة على الجميع ولا يستطيع أحد منا أن ينكر ذلك وما يدور من أحداث إنسانية واجتماعية لم نكن نستوعبها أن تحدث في بيتنا الخليجي ولذا نأمل بأسمى وباسم الشعب الخليجي الواحد إلى فتح آفاق الحوار والحكمة على مصراعيها ولم شمل البيت الخليجي بسرعة البرق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وحدة المنظومة الخليجية وكلنا أمل في القيادات والرموز وأصحاب القرارات بتفادي الأزمة وحقن خطابات الكراهية وبث خطابات التلاحم والوحدة الخليجية بثوبها الجديد في اقرب وقت ممكن وانتم أهل لها وأخيرا نشكر كافة الجهود التي تبذلها الدولة وقياداتها الحكيمة والملموسة لدى الجميع .