11 سبتمبر 2025

تسجيل

نسيمة وشبيهاتها

07 نوفمبر 2016

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لأسلوب "نسيمة وشبيهاتها" واعتبر الكثيرون قصيدتها المنشورة بملحق النهار خروجا على قيم المجتمع وثوابته التي يعتد بها، وظل يتدثر بها عقيدة ويلبسها اثَوَابا ناصعة جيلا بعد جيل.. واعتبر المغردون الكثر ما جاء بقصيدتها (لماذا خلقت كل هؤلاء) هي بكل المقاييس ليس فقط تطاولا على هذه القيم والثوابت الانسانية والاجتماعية، بل تطاول على الذات الإلهية، وأنه لا يليق بأستاذة جامعية من المفترض أنها تسعى لغرس القيم النبيلة وترعى حرمة الحرم الجامعي، أن تنسج مثل هذه القصيدة. - اختتمت هذه النسبية ما دفقته باعتبار انه شعر بعبارة (سأقول له دعك من الأديان الآن!!!!! وقل لي لماذا خلقت كل هؤلاء الحمقى) هكذا وبكل دم بارد ودون مراعاة لأي مشاعر، ومن يغوص في جوف هذه المفردة التي كتبتها في شكل إقرار "ساقول له" لا يلمس إلا انها وضعت نفسها في مقام المحاسبة للذات الإلهية والعياذ بالله.. بل انظر لمفردة "دعك" التي هي امر، وهي التي من المفترض ان تكون متخصصة باللغة العربية وبحورها الغنية بالمفردات التي تصلح للاستعمالات اي كان نوعها وأهدافها، ودون ان تجرح قيما او تتعدى على الثوابت والمخزون العقائدي الذي أصلا لا يقبل اي تجاوزات من اي كان، فما بال هذه النسيبة؟.- ان لغتنا العربية كما يعرف الجميع غنية جدا بجميل المفردات، وهي لغة طيعة سلسة تطاوع المبدعين وتكون طوع أحاسيسهم النقية، وتمنحهم السوانح الطيبة للتعبير عما يجيش بدواخلهم، دون ان يخرجوا مثل هذا الغث الذي يلوثون به بيض الصحائف والكتب، ويغرسون — يدرون أو لا يدرون — الحقد والكراهية البغيضة، فما بالك بالذات الإلهية المنزهة. فماذا يا ترى هي فاعلة جامعتنا الوطنية؟. همسة: لغتنا العربية بحر عميق يمكن كل ذي نفس سوية أن يروي ويرتوي.