13 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى أي مدى سيذهب الأمريكي تجاهنا؟!

07 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت أحد المندهشين بالكامل وأنا أستمع قبل يومين للدكتور صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية، وعضو مجلس الشورى السعودي، وهو يتحدث –في مجلس خاص- بكثير من الشفافية عن العلاقات الأمريكية السعودية، ولأي مدى وصلت، خصوصا بعد قانون "جاستا"، الذي يراه بأنه مقدمة فقط لما سيأتي بعده تجاهنا. أستاذ العلوم السياسية يؤكد بوجود مؤامرة كبرى على الإسلام والعرب، وهناك مخطط أمريكي لتقسيم المنطقة، لا تستثني أحدا من الدول العربية الكبرى، والقوم سائرون على قدم وساق فيها، ومبعث الدهشة بالنسبة لي أن الرجل غير محسوب على التيارات الإسلامية أو القومية التي لطالما رددت بوجود المؤامرة، بل حتى عندما قلنا له بمغالاته في هذا الجزء، أجاب: "أمضيت أكثر من أربعين عاما في هذا الملف، وأقول بملء فمي بوجود مؤامرة علينا، وانظروا للذين يعترضون عليها، إما جاهل أو منحاز أو غافل، فكل الأحداث تؤكدها، هم كساسة لا يعترفون بذلك، ويسمونها بأسماء أخرى كتغيير الإستراتيجية، ولكن كتبتْ كثير من الدوريات والصحف الغربية عنها، وسأذهب لأبعد من ذلك بأن من لا يعترف بالمؤامرة علينا؛ هو جزء من المؤامرة". بتصوري أن أخطر ما يلّوح به الكابوي الأمريكي تجاهنا اليوم هي قضية التقسيم، وإن أعلنت كوندليزا رايس عنه إبان الشرق الأوسط الكبير وقتها، وظننا أن الفكرة وئدت، إلا أن القوم أعادوا طرحها خلال السنتين الماضيتين عقب أحداث الربيع العربي، وإن كانت بشكل عام أيضا، بيد أن الأمور ستأخذ منحى جديا ربما مع قادم الأيام، فمع قانون "جاستا" لم نعد نؤمن غوائل ما يفكر به الساسة في البيت الأبيض، ولا لأي مدى سيصلون في قطع مزمّن لأواصر علاقة وطيدة بين السعودية والولايات المتحدة عمرها ثمانون عاما. لا زلنا نحفظ تاريخ بداية تلك العلاقة مع الولايات المتحدة، مذ أعطى الملك المؤسس عبد العزيز –يرحمه الله- حق التنقيب عن النفط في المملكة إلى شركة أمريكية في العام 1931، وتُؤرَّخ أول زيارة قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة بعام 1943، عندما أرسل الملك عبد العزيز نجليه الأمير فيصل والأمير خالد لبحث مستقبل العلاقات الثنائية، ثم عززت العلاقات بلقاء الملك عبد العزيز بالرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945. مذ ذلك التاريخ كانت علاقتنا بالولايات المتحدة تطّرد صعودا، حتى عندما عوتبت السعودية على قوة هذه العلاقة في مقابل علاقتها مع القوى العظمى وقتذاك، أجاب الشيخ عبد الله بلخير، الذي عمل مع الملك عبد العزيز مترجمًا: "هناك أصدقاء وهناك شركاء، وفي المصالح الوطنية، يتقدم الشريك على الصديق، وأمريكا اليوم أكبر شريك". لا أميل أبدًا إلى أن الأمريكي سيصل في غيّه، ويجرؤ على فكرة التقسيم في السعودية، وإن كانت صحفه ووسائل إعلامه تدندن عليه، فمصالحه في المنطقة تقول بوجود سعودية قوية حليفة، والأمريكي يعلم أن معظم نخبنا في السعودية على اختلاف توجهاتهم، والشعب في أغلبه، متفقون على ثلاث مسلّمات لا نقبل المساس بها: الدين الإسلامي ووحدة الوطن وحكامنا من آل سعود، لأننا نعلم أي خلل سينتج، وأية فوضى سندخل فيها، وأية مقدرات سنفقدها، بل وطن كامل سنخسره، والقضية بالنسبة لنا كالتالي: إن كان الأجداد ضحوا بدمائهم الغالية لوحدة هذا الوطن، فنحن والأحفاد سنبذل ذات الدماء للحفاظ على الوطن ووحدته.