17 سبتمبر 2025

تسجيل

استراتيجية التنمية والحوار الوطني

07 نوفمبر 2016

التنمية المستدامة غاية تنشدها الدول والمجتمعات، هذه الغاية تتطلب وعيا عاما بالخطط والإجراءات الكفيلة بتحقيق تلك التنمية، حيث تتكامل الادوار وتتقاسم الاطراف مسؤولية تجسيد الاهداف، ومن أنجع السبل في ذلك إطلاق حوار مجتمعي شامل، لكافة السياسات التنموية بأمانة وحرص تام، على تحقيق الصالح العام للوطن والمواطن. وقد سبقت الشريعة المطهرة إلى هذا المطلب الحيوي، فأقرت مبدأ الشورى أساسا متيناً لتوفير الحلول الناجحة لكل قضايا المجتمع. والحمد لله.. أن دولتنا الحبيبة تولي هذا المبدأ عناية فائقة، ومن هنا جاءت الدعوة الى حوار مجتمعي، حول استراتيجية التنمية الوطنية الثانية (الخطة الخمسية)، للاسترشاد برأي ذوي الخبرة، في رفع معدل التنمية والإنتاج في شتى المجالات، توافقاً مع رؤيتنا الوطنية الشاملة. ونحن نرحب بهذا التوجه الوطني الحكيم، ونهيب بالوزراء ومن في حكمهم، تقديم رؤية واضحة لما يعتزمون تنفيذه من خطط وبرامج، تنسجم مع استراتيجية التنمية، وتسمو على المصالح الشخصية والأغراض الفئوية، تلافياً لما نعانيه من تسلط عملاء الشللية والمحسوبية، وتأثيرهم في قرارات الوزارات والمؤسسات، وكم من مشروع ومبادرة وئدت في مهدها نتيجة لتلك العوامل المعوقة. ومن تجارب واقعية ما نزال نلاحظ ان عدداً من الإدارات والهيئات، يقتصر أداؤها على ردود افعال طارئة او معالجات مؤقتة دون رؤية مستقبلية ثاقبة، وكيف نتصور قدرة الوزارات على التماهي مع استراتيجية التنمية، وهي إلى الآن لم توفق في اختيار وكلائها ومساعديهم، ممن يصلحون لهذه المراكز القيادية؟!، كما أن عدداً من الوزراء يفتقدون مهارة الموازنة؛ بين ترتيب الاوضاع الداخلية والمشاركة في مؤتمرات أو مناسبات تجيّر للمصالح الشخصية.نعم نؤيد كل حوار مجتمعي؛ هدفه نماء وازدهار بلادنا العزيزة، بل كنا من أوائل الداعين إلى ذلك، باعتبار الحوار الوطني رافداً للتنمية المستدامة، فالمواطن الصالح هو عين الحكومة المؤتمن والناصح الأمين، خاصة أن الاستراتيجية تبنت تحديد المعوِّقات التي تعرقل تنفيذ البرامج والمشاريع، ومن تلك المعوِّقات تهميش كوادرنا الوطنية المؤهلة، وتأخير تقطير الوظائف عند التنقلات وإجراءات التعيين، أو إحلال المواطنين في المواقع المناسبة، خلافا للتوجيهات رفيعة المستوى، إضافة إلى ضعف الرقابة والمحاسبة.رسالة مواطنأخي الوزير: هل تستطيع شرح أولويات وزارتك؛ وفق رؤيتنا الوطنية، مدعمة بالشواهد الحية؟.