09 أكتوبر 2025

تسجيل

ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً

07 نوفمبر 2013

"ولا تجسسوا" هكذا جاء الامر الرباني من فوق السماوات السبع بالا نتجسس على بعضنا البعض، فالتجسس غالباً يطلق في الشر ومنه الجاسوس، ويعني التجسس البحث عن الشيء، او الاستماع من خلف الابواب، قال رسولنا الكريم "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولاتنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا". هذه فطرة الله التي غرسها في النفس البشرية ولها قيمة كبيرة، فديننا الحنيف نهى عن هذه الممارسة السيئة ما لعواقبها من آثار مضرة بين الناس ويشير تفسير الطبري لمعنى "ولا تجسسوا" بقوله: وَلَا يَتَتَبَّع بَعْضكُمْ عَوْرَة بَعْض، وَلَا يَبْحَث عَنْ سَرَائِره، لَا عَلَى مَا لَا تَعْلَمُونَهُ مِنْ سَرَائِره. التجسس الأمريكي على اتصالات أكثر من 35 دولة بالعالم مؤخرا، وكشف الوثائق السرية التي سُربت اعطت مؤشرا لازمة اخلاقية عند الغرب، وقد اثارت ردود فعل دولية غاضبة، وما زالت هذه الازمة تتصاعد وبسببها تشهد العلاقات الأمريكية — الأوروبية حاليا حالة من التوتر، فنشر معلومات حول قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس على نحو 35 من القادة على مستوى العالم، وأكثر من 60 مليون مكالمة هاتفية في دول مختلفة، من بينها دول أوروبية اثارت بالطبع غضب الغربيين على وجه الخصوص. هناك دول عربية وشرق اوسطية تعرضت ايضا لمثل هذا التجسس من الولايات المتحدة وتعتبر مصر والسعودية وأفغانستان وإيران من ضحايا عملية التجسس الأمريكية في الشرق الأوسط،.. وكان لأفغانستان نصيب الأسد من عمليات التجسس الأمريكية بواقع 21.9 مليار عملية تجسس، وفقاً للتقارير التي نشرتها الصحف الغربية بهذا الشأن. هذه الأزمة اثارت عددا من التساؤلات حول قضية التجسس ما بين الحلفاء بشكل عام، وإلى أي مدى يمكن للدول المتقدمة تقبلها، وقد استنكر عدد من دول العالم قيام الولايات المتحدة بهذا الفعل الشنيع، وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن هذا الفعل بقولها ''فقدان الثقة يصعب العمل المشترك.. والتجسس بين الأصدقاء مرفوض ". التجسس صنيعة مذمومة ترفضها اخلاقيات الاسلام ولا يؤيدها المنطق والحس السليم عند كل الاديان السماوية، وما قامت به امريكا في هذا الشأن خلف آثارا سلبية اخلت باعتبارات الثقة بين دول العالم، وكشفت وجود ازمة اخلاق في المجتمع الامريكي على اعلى المستويات.. حفظ الله امتنا من شرور تلك الافعال، وفتح بصائرنا الى تعاليم ديننا الحنيف. وسلامتكم