18 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما نبحث في نفوسنا!

07 نوفمبر 2011

اليوم هو يوم العيد، العيد الذي لابد أن يفرح به كل مسلم، وخاصة بعد أن أدى عباد الله تعالى فريضة الحج، ورفعوا أيديهم متضرعين إليه سبحانه في خير الأيام، والله تعالى لا يرد عبده خائبا، بل مكرماً سعيداً بإذنه. في هذا اليوم، لابد من أن نبحث في نفوسنا عن الفرحة التي لابد أن تكون داخلنا، التي يجب أن تشمل من هم حولنا من أمهاتنا وآبائنا وإخواننا وأخواتنا وأقاربنا وجيراننا، وأصدقائنا. نبحث عن الضحكة على وجوه أطفالنا، وأطفال من حولنا، ونحاول أن نبعثها أيضا إلى أطفال المسلمين في العالم الذين قد يمر عليهم هذا العيد بين قصف الدبابات، والقلق والخوف من رصاصة طائشة، أو سيارة مسرعة تزهق روح ذلك الطفل أو تلك الطفلة. نبحث عن المسامحة لكل من في قلبنا عليه ذرة من سخط أو غضب أو ذرة من حقد أو حسد، وأن نجعل العفو والمغفرة من شيمنا وأن تكون الآية الكريمة "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". صدق الله العظيم، وأن نحاول ألا تأخذنا العزة بالنفس ولا نتقرب إلى من يحاول أن يتصالح معنا، فالدنيا لا تساوي جناح بعوضة فلا تجعلنا نخسر أنفسنا، ومن حولنا بكلمة قيلت أو فعل وجد!! وفي هذا العيد نفتش داخل نفوسنا عن شيء من الحب لمن حولنا والذين قد نكون قد نسيناهم في زحمة الحياة، واعتقدنا أنهم لا يحتاجون ذلك الحب والاهتمام، نبحث عن أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا الذين يضمهم مستشفى العجزة أو المؤسسة القطرية للمسنين، ونحاول أن نتواصل معهم، ونمد لهم أيدينا الدافئة لتصافح أيديهم الباردة التي اشتاقت لمن يبعث فيها الدفء وتحصل معه على المحبة وتعانق به كل مباهج الحياة التي حرمت منها وهي في ذلك المستشفى أو تلك المؤسسة، ونحاول أن نعيد لهم ولو جزءا بسيطا مما أعطونا من المحبة والحنان والاهتمام. ولا مانع أن نظل نبحث داخل تلك النفس التي قد تلوم والتي وصفت في القرآن الكريم "باللوامة" عن الإيمان الحقيقي بالله عز وجل وقدرته، وأن نعمل بما جاء به القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نتقي الشبهات ونبتعد عن كل ما نهى عنه الله تعالى ونبادر إلى فعل الخيرات وخاصة هذه الأيام وألا نتبع ذلك الخير بالمن وسوء الكلام. ونحاول بكل ما أوتينا من قوة أن ننقي هذه النفس والقلب من أي شيء يشوبهما من حقد أو حسد أو سخط على أحد أو غيرة قد تضر ولا تنفع، وأن ندعو الله تعالى أن يقينا من النفس التي لا تشبع والقلب الذي لا يخشع ونتعوذ به تعالى من ذلك كل يوم. ومن ثم نبحث في جيوبنا عن أي مبلغ قد يساعد محتاجاً قد يفرحه في العيد ويسعد به أطفاله وغارماً أوقعه الدين في ضيق وهم وكاد أن يؤدي به إلى غياهب السجن، أو أرملة تعول أيتاماً في حاجة إلى طعام وشراب وملبس، ضيق ذات اليد حال دون الوصول إلى تحقيق أقل القليل لهم. وأخيراً نبحث في دواخلنا، هل أدينا واجباتنا تجاه الله عز وجل، وتجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووالدينا، وآبائنا، وأهالينا وأهل وطننا؟ وإذا وجدنا ما كنا نبحث عنه في ما سبق، نكون قد وصلنا إلى رضا النفس، وتبدلت تلك النفس إلى المطمئنة الراضية، وكل عام وأنتم بخير.