07 أكتوبر 2025

تسجيل

المظاهر خادعة

07 أكتوبر 2020

في بداية ٢٠١٦ برزت فتاة في العشرينيات من عمرها، تتميز شخصيتها بالحيوية والمرح والثقة العالية والكاريزما، ذكية، وذات لسان سليط مع من يخالفها أو يغضبها. تلك هي الصفات التي يراها الناس في "آنا ديلفي"، الشابة الألمانية التي ورثت الملايين وانتقلت إلى نيويورك لتصرفها يميناً وشمالاً وتبحث عن فرص استثمارية مميزة كونها رائدة أعمال. كونت شبكة علاقات واسعة في فترة وجيزة، وبفضل الصورة المبهرة التي رسمتها لنفسها أصبحت الشركات والبنوك تحاول أن تظفر بها لتكون أحد عملائها، فأصبحت تمنحها الكثير من الخدمات والقروض بموافقة فورية. حصدت آنا الشهرة في مدينة نيويورك وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث المجتمع، كيف لا وحياتها مليئة بالبذخ، والحفلات الصاخبة، والهدايا، وأصدقاء ومعارف من الطبقة المخملية، وتعيش في أحد الفنادق الفاخرة، وترتاد المطاعم الفارهة، وغيرها من متع الحياة التي يحلم بها كل شخص. ولكن كلما بدأت الفنادق والشركات تطالبها بتسديد مستحقاتها، كانت تتحايل عليهم لتأجيلها، وتبتكر الأعذار، بل وتعاتبهم على تكرار طلبهم بالسداد. ولكن في أواخر ٢٠١٧، انقلب كل ذلك. فقد اضطرت الشركات والبنوك والفنادق لتقديم شكاوى ضدها في المحاكم بعد أن وصلت فواتيرها لأكثر من ٢٧٥ ألف دولار. ثم اتضح أن الفتاة كانت مجرد محتالة روسية - وليست ألمانية كما كانت تدعي- واسمها الحقيقي آنا سوروكن. نجحت آنا بخداع الشركات والمجتمع والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين وصل عددهم لعشرات الآلاف. وألقت الشرطة القبض عليها وتم زجها في السجن. الكثير منا قد تخدعه المظاهر، وقد توهمه الكاريزما والثقة المفرطة والطموح العالي وتحقيق الأحلام والحياة التي يتمناها كل شخص. ولكن قد نتفاجأ بأن من كنا نغبطهم على حياتهم ليسوا سوى مخادعين ومحتالين يعيشون على أمل ألا يكشفهم أحد. Twitter: @khalid606