16 سبتمبر 2025

تسجيل

العـــــــــراقُ المُــــــــــراق !

07 أكتوبر 2019

ما الذي يحدث في العراق ؟! هل أصبح قدر هذه البلاد أن تعيش سنواتها ما بين طائفية تشتعل وفقر يسود وفساد يعم وإرهاب ينخر في أساساتها وحكومات مغيبة عن الشعب الذي يدفع الفاتورة الباهظة جدا منذ الحرب العراقية الإيرانية؟!. أكثر من مئة قتيل منذ أن انتفضت شوارع العراق مطالبة بإصلاحات حقيقية وتمكين الشعب من ثرواته التي هُرّبت إلى خارج الحدود أو من ثرواته التي يتمتع بها صفوة المسؤولين فيه وباتت كل التيارات والأحزاب توظف هذه الانتفاضة والغضب المستعر من المواطنين لحساب مصالحها التي تتوافق مع أن يظل هذا الشعب غاضبا وأن يعرقل أي حلول يمكن أن تصل بجميع الأطراف إلى حل وسط، فهل كان الدم العراقي رخيصا ليبقى على هذا الرخص الذي لا تحسب له قوات الأمن أي حساب ليقتلوا ويجرحوا ويرملوا نساء وييتموا أطفالا ويبكوا أمهات لا حول لهن ولا قوة على أبنائهن؟!. ببساطة كان شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) حاضرا بقوة في تلك المظاهرات التي تخللتها رائحة الدم وإشعال النيران والتقدم خطوة والهرب للخلف عشر خطوات والدخان يعم المكان، فهل كانت هذه المظاهرات للقضاء على الفساد والبحث عن لقمة هانئة وهيشة رغيدة وإسقاط نظام أنهك العراق الذي عاش حياة بائسة طيلة سنواته عشعش داعش في إحدى كبريات محافظاته وظل لسنوات يقيم حكما إرهابيا اكتوى منه أبناء الموصل المدمر اليوم الذي رصدت الحكومة له مليارات الدولارات لإعادة بنائه. وعوضا عن توحيد الجهود لهذا الهدف كانت (العنترة) تتجه لتدمير ما تبقى من هذه الأرض التي تستحق الأفضل لأن العراق يستحق أن يعيش الحياة على أصولها، والأصول تقول أن يكف الأمن عن هدر دماء العراقيين وأن تتوقف كل التيارات على احتساب هذه المظاهرات لصالحها وأنها تدعو إلى ما يجب أن يكون وكأنها بريئة مما وصل له هذا البلد وأن كل ما أيقظ المارد الشعبي هو أن يجوع الولد بينما الوالد عاجز عن إشباعه، وأن تمرض الابنة ولا تجد الأم سوى خرقة بالية مبتلة لوضعها على جبينها وكأن هذه الخرقة كفيلة بإنعاش صغيرتها، وأن تتمتع بصحة وعافية وتستيقظ صباحا للخروج إلى مدرستها وكأنها عاشت ليلة هانئة ودافئة!. ردوا للعراق عافيته إن كان لكم عافية لفعل كل هذا وإلا سيظل شعار إسقاط النظام (الموضة) التي لن تبلى ولن يُكتب لها النسيان والتلاشي، فكل غاضب اليوم من أي مواطن عربي هو مطالب بأن يدعو لإسقاط نظامه حتى وإن كان هذا النظام جيدا لكنه يشكو من قصور في نواح محددة يمكن حلها ولكن لدى المواطن أصبح الحل السحري لأي قصور مهما كانت درجته أن يسقط هذا النظام الذي يمكن أن ينسى هذا المواطن كل حسناته ويتذكر القصور المحدد الذي لا حل له أمامه سوى إسقاط النظام برمته!، أعيدوا لهذا البلد عافيته بإنعاش اقتصاده وتمكينه من الاستمتاع بثرواته وبما يمكن أن يجعله في بيت صالح للسكن وينام قرير العين ممتلئ البطن، آمنا لا يخشى من يداهم بيته أو يترصد لخطواته فهل هذا يبدو صعبا على بلاد الرافدين أرض حضارة بابلية ممتدة من آلاف السنين؟!. إن كان صعبا فاتركوا هذا البلد لمن يخاف الله فيه وفي شعبه!. فاصلة أخيرة: ومن لا يحب العراق؟! [email protected]