14 سبتمبر 2025
تسجيللماذا يصر ترامب على إهانة السعودية علنا وتكرارا ؟! ربما كان على السعوديين أنفسهم أن يجيبوا على هذا السؤال الذي بات يحمل في طياته أكثر من معنى للمكانة التي صارت عليها الرياض منذ القمة الأمريكية الإسلامية التي عقدت في العاصمة السعودية، وبعدها أدخل محمد بن سلمان بلاده في دوامة أفضت إلى حصار قطر وبدء عمليات (الحلب الأمريكية) لأموال وثروات السعودية التي أتت تارة على شكل أمر هاتفي يعلن عنه ترامب في تغريدة صغيرة متفاخرة أو تصريح علني لترامب يجاهر فيه بالثمن الذي يجب على الرياض دفعه مقابل خدمات واشنطن لها أو دون مقابل في أغلب الأحيان، فما الذي أوصل هذا البلد الخليجي الغني نفطيا لأن يكون بهذه التبعية المفرطة للولايات المتحدة الأمريكية وبهذه الصورة المذلة التي يصر ترامب على إحاطة الرياض داخلها، رغم أن واشنطن تعلم أن ما تقدمه لدول الخليج جميعا تلقى مقابله الثمن المناسب له ، لكن لم كانت السعودية هى الاسم الذي يتكرر دائماً على لسان ترامب لسد عجز الخزانة الأمريكية؟!، ولم كانت السعودية البلد المانح لبقاء القوات الأمريكية في سوريا، وأصر ترامب على أن تدفع الرياض لبلاده لقاء هذا وفي المقابل حاول المتلعثم (الجبير) أن يرمي بالمهمة على عاتق قطر في دفع الأموال ليجيبه وزير خارجية قطر أن (الأمر) كان معروفا لمن قيل ولمن وُجه؟!. في آخر تصريح متلفز للرئيس الأمريكي وبالطبع لن يكون الأخير أصر ترامب على إهانة مليك السعودية (سلمان) من خلال كلامه: ( لديك أيها الملك تريليونات من الدولارات ومن دوننا الله وحده يعلم ماذا سيحدث، ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم!، لكن معنا هي في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه، ونحن ندعم جيشكم ولكن لم ندعم جيوش هذه الدول الغنية؟!، لأننا نعلم بأنهم سيدفعون )!، فهل كان هذا التصريح سهلا على السعوديين أم أن الكرامة تقف موقف الأخرس الأصم أمام واشنطن؟!، أين المستشار (دليم) الذي يقف موقف المدافع دائما عن القيادة أمام هذه الإهانات المتكررة من ترامب؟!، ألا تستحق واشنطن تأديبا بالطريقة السعودية المشهورة مثل (علّم أمريكا أو قولوا لترامب يحذر من زعلنا) مثلا؟!، لم لا تتفجر قريحة المتصابي (تركي وناسة) ويجمع شلة الأنس الخاصة به ويقول في ترامب ما يجعل النوم يفر من عيني الرئيس الأمريكي المتورمتين عوضا عن مغامراته الفاشلة في مصر ومغازلته المضحكة للمغرب أم أنه ليس فيهم من يقولها بالإنجليزية وبطبيعة الحال لا أظن ان (ناشيونال جيوغرافيك) تترجم مثل هذه اللغة الحيوانية النادرة؟!. القصة ليست في الأموال المقدمة لأمريكا، فالجميع يدفع ولكننا في محاولة معرفة سر المهانة التي وصلت لها الرياض ودنو المكانة التي تحظى بها لدى ترامب حتى جعلته مستمرا في استخدام لغة الحلب معها ، وربما لا يكون سرا بقدر ما هو نتيجة طبيعية لسياسة سلمان وبالأحرى ولي عهده الذي ظن أن التسهيلات المالية التي يقدمها لواشنطن، وسهولة التصرف بأموال الدولة ستعود عليه بالنفع السريع في زيادة الهيمنة السعودية على المنطقة وإبقاء الرياض الطفلة المدللة لديها، خصوصا بعد حصار قطر التي أظن شخصيا أن ترامب قد غادر السعودية وهو على علم مؤكد بكل التفاصيل المتعلقة بهذا الحصار وتوقيته وما كانت تخطط له كل من أبوظبي والرياض بعد ساعات من بدء الحصار على هذه الدولة الغنية بحقول الغاز الطبيعي ، ولذا كان تصريح ترامب المتسرع بشأن قطر بعد أقل من يومين من غدر الجيران بها الضوء الأخضر الذي جعل (مبس) يتخذ سياسة العطاء غير المحدود مع ترامب في حين رأه الأخير أنه دين كبير على السعودية أن تدفعه على دفعات متتالية دون تأخير ، لكن خيب الله مخططات الجارتين وعاد ترامب تلقائيا إلى رشده بعد ضغط المؤسسات الأمريكية عليه خصوصا أن الدوحة تعاملت مع هذه المؤسسات من باب الصداقة وعقدت معها اتفاقيات ثنائية مهمة ولم تتجه لشخص فيها حتى وإن كان هذا الشخص هو الرئيس بنفسه الذي يخضع لدولة المؤسسات التي يرأسها ، ولذا تبدلت تصريحات ترامب لتجعل من قطر شريكة مهمة لواشنطن في محاربة الإرهاب، وربما كان هذا السبب الذي جعل السعودية في حالة تأهب دائم لإرسال الأموال إلى ترامب ، بينما مضت قطر في مواقفها الثابتة التي لم تعتبر فيها ترامب إلا جزءا من منظومة أمريكية كبيرة بينما عدته الرياض أمريكا كلها، ولذا مضت قطر وهي الدولة المحاصَرة — بفتح الصاد — ووقفت السعودية وهي الدولة المحاصِرة — بكسر الصاد — لتجهيز ضرائبها في كل مرة يطالبها بها ترامب على الملأ!. فاصلة اخيرة: هزموا إيران بشيلة (علموا طهران تحذر من زعلنا ) وتصدوا لقطر بـ (علم قطر إن هذي البلد طويل بالها ) أما أمام أمريكا فأتوقع أن يكون (Our money is your money، honey)! [email protected]