برنامج ن النسوة

لقد كانت استضافتي الأسبوع الماضي الموافق يوم الخميس بتاريخ ٢٠١٤/٩/٢٥ ببرنامج ن النسوة بحلقة بعنوان "التحديات التى تواجه المرأة في الإعلام، فهو موضوع فى غاية الأهمية فى الوقت الحاضر فى ظل الانفتاح الاقتصادي والتنموي والثقافى الذى تشهده قطر فى السنوات العشر الأخيرة، وبداية ففكرة البرنامج نفسها تركز على القضايا الاجتماعية والثقافية والمجتمعية بشكل عام وقضايا المرأة فى ظل التغييرات التى تعيشها قطر بشكل خاص وبالفعل نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من البرامج الهادفة التى تلقي الضوء على قضايا المجتمع والمرأة بشكل واقعى وميدانى، وبصفتها تمثل نصف المجتمع. ومن وجهة نظرى فهى تمثل المجتمع بأكمله بمشاركتها الفعالة فى كافة الميادين التى تتعلق سواء كان بالأسرة أو العمل والمجتمع وربما ما يعطى هذه البرامج لمسات فنية تصل إلى قلوب وعقول المشاهدين ظهور الكثير من الوجوه القطرية على شاشات الإعلام المرئى وغير المرئى التى تستطيع ان تطرح هذه القضايا بصورتها الحقيقية فى المجتمع والتى تمس كل شخص منا، واضافة إلى ذلك الدور الحقيقى الذى لعبته المرأة قبل الانفتاح كان دورا كبيرا يشهد لها التاريخ ببصمتها الإيجابية كدور اقتصادى واجتماعي وتربوى مساند للرجل فى ظل ظروف اقتصادية عصيبة ولكنها تجاوزت كافة التحديات بإرادة كبيرة استطاعت ان تتخطاها بحكمتها وقوتها العقلية والفكرية وأخرجت أجيالا على قدر كبير من المسؤولية والوعي رغم بساطة وعيها التعليمى والثقافى ومحدودية الدخل الاقتصادي وكانت لها بصمة إيجابية كبيرة يشهد لها التاريخ بأكمله الآن ومع التحولات التى تشهدها قطر وطرقت كافة الأبواب مع ارتفاع مستوى الدخل الاقتصادي والثقافى اكتسحت المرأة العديد من المناصب القيادية وشغلت العديد من المجالات التربوية والثقافية وأتاحت لها الفرصة إلى الصعود التعليمى والثقافى ووصولها إلى أعلى درجات علمية وعملية، وذلك ما نراه بصورة فائقة على الساحة الإعلامية تكاد تكون بصورة مختلفة عما قبل الانفتاح، ورغم ذلك ما زالت تواجه المرأة مزيدا من التحديات وبالأخص فى المجال الإعلامي وان كان بالدرجة الأولى العادات والتقاليد ونظرة المجتمع وسلطة الزوج او الأخ احدى العقبات التى تواجهها المرأة فى الإعلام وربما ما يدهشك ان بعض الإعلاميين من الرجال والذين ينادون بالديمقراطية وحرية الرأي للمرأة هم أكثر الفئات التى تمنع ظهور المرأة فى الإعلام ولا تفعل شيئا مما تقوله واضافة إلى النظرة الصائبة فى المجتمع عن ظهور المرأة فى الإعلام ما زالت متداولة فى أذهان الكثير من أفراد المجتمع واضافة إلى ذلك مازالت قضية الخجل الاجتماعي يعانى منها الكثير من النساء والرجال وذلك ربما كانت ترجع إلى قبلية المجتمع والبيئة الأسرية التى نشأ فيها الفرد والذى كان لايقبل بالاختلاط وظهور المرأة فى اى مجال وهذا نراه الآن بشكل ملموس ظهور الكثير من النساء فى الصحافة وربما تجد مقالا أو تصريحا لامرأة قطرية بدون صورة لها وهذا ما نلاحظه أيضاً فى العديد من المنتديات والمواقع الإلكترونية ظهور العديد منهن ومناقشة قضايا كثيرة ولكن بصورة مستعارة ومع ذلك نجد لها حضورا قويا فى المناقشات والحوارات الثقافية ومن زاوية اخرى فى التحديات التى تواجهها المرأة المنافسة مع الرجل فى الإعلام وغيرة الرجل فى عدم السماح للمرأة بالظهور فى الإعلام وذلك لإيمانه الشديد بقدرات المرأة لو اكتسحت هذا المجال ومنها أيضا قلة الحوافز المشجعة لاكتساح المجال الاعلامى سواء كان ماديا أو معنويا واضافة إلى قلة اللقاءات الثقافية والإعلامية المشجعة على البيئة الإعلامية سواء كان بشكل مباشر تجمع العديد من الكتاب والإعلاميين فى بؤرة ثقافية واحدة والقاء الضوء على النقلة الإعلامية التى شهدتها قطر وتشجيع الأجيال القادمة بصورة أكبر من خلال عرض النماذج الناجحة فى الإعلام القطري، اضافة إلى التركيز على الكفاءات الإعلامية من الكتاب والصحفيين والإعلاميين وما الخطة الإعلامية لتطويرهم ولا تكون فقط الاكتفاء بالمفرقعات الإعلامية فى الإعلام والتركيز بصورة افضل من خلال مراكز تدريبية فى عملية البحث والمتابعة على اكتشاف المواهب الإعلامية بالمدارس والجامعات وان تكون هناك خطة مباشرة لإعدادهم بصورة منظمة والتركيز بصورة أكبر على الشخصيات النسائية من المكانة الاجتماعية والثقافية اللاتي لهن كلمة مؤثرة فى المجتمع ومناقشة كافة القضايا وطرق معالجتها من خلال هذه الشخصيات والتى من خلالها استطاعت ان تكتسح الكثير من العقول والقلوب فى المجتمع وأخيرا وفق الله كل من اسهم فى نهضة ورقى قطر ودعم المرأة القطرية بشكل خاص وذلك إيمانا بقدراتها العلمية.