16 سبتمبر 2025
تسجيل• قبل سنوات في طريقك ناحية الدفنة لم تكن لترى غير مبان ذات مستطيلات متساوية باضلع تكاد هي الاخرى تتساوي "كمنور او منارة" حسبما توحي.. ومعتمدة حتى يومنا هذا كشعار لجامعة قطر التي انطلقت عام 1973م بكليتي التربية ولم يتجاوز عدد طلابها وطالباتها حينذاك الـ 150 وخرّجت حتى عام 2008 حوالي 26688 ومثلت أبرز مظاهر الاشعاع العلمي والرقي والتنمية واغلب رجالاتها هم من قادوا باقتدار دفة هذه البلاد. • حفل التخرج الاخير تزينت المنصة بجوار امير البلاد المفدى بقامتي رئيسة الجامعة د.شيخة المسند ود. ايمان مصطفوي عميد كلية العلوم والاداب فبعض اعرق الجامعات قد لا تكون أجلست "نون" النسوة لمحاضراتها فما بال "قامتين" بشهادات علمية رفيعة ومسؤوليات كبيرة ويتخرج على اياديهما ثروة قومية تتلهف لها البلاد وهي تنفذ أضخم مشروعات تنموية وتنعم بملاءة مالية عالية ومساراتها السياسية باتت في بورة عين العالم وبانفتاح اعلامي متفرد في ظل ظروف اقليمية وعالمية شديدة التعقيد. • وفي بدء العام سجلت الجامعة نقطة فارقة في تاريخها حيث وفرت 69 الف مقعد لـ 15 الف طالب بنسبة 60 % عن العام المنصرم وبأكثر من 60 برنامجا للدراسات العليا مفردة فرصا ذهبية للموظفين بمحاضرات مسائية مع التزام لا حياد عنه لتحقيق منهج اكاديمي عالي الجودة ووعد بعدم التفريط للاتيان به بالارشاد الاكاديمي المهني المنضبط وتوسعة للبحث العلمي وصل لسقف 60 مليون دولار مستلهما تعزيز المشاركة الطلابية ومجاراة السمعة العالمية وتوخي الحلول الامثل لمجتمع كما ذكرنا سالفا متعطش للابحاث المسحية المجتمعية والبيئة والطاقة والصحة والتعليم لاستكمال نهضته باسناد علمي بعيدا عن الهلامية والفرقعات البالونية. • ما كان يرى كبوابة يقودك اليوم لابنية خضراء التجوال بينها يحتاج وقتا ليس بالقصير صممت بلمسات ما يعرف بفن العمارة القطرية الاسلامية تشمل السكن الطلابي والمكتبة الرقمية الغنية بمخطوطات نادرة وتراجم ومراجع ومختبرات مواكبة وميادين وقاعات مكيفة.. • هذه الانجازات قطعا لا تخلو من اخفاقات وتحديات لكنها لا تخل بثقل الميزان طالما هناك خطط استراتيجية وعقول ترسم وفق اعراف اكاديمية وتطلعات مشروعة.. وهذا التقدم المطرد لابد من الاعتزاز به وحراسته دون اللجوء لثقافة كسر العظم والتي يتبعها البعض مع الاسف الشديد حينما هنات هنا او هناك ألا يكفي حصد الجامعة لمنح بحثية معتبرة وحصولها على الاعتماد الاكاديمي لكليات الهندسة والصيدلة والحيوية الطبية والكيمياء والاعلام وامتلاكها لسفينة ابحاث عابرة للمحيطات... الخ. • إن توثيق رباط الجامعة بالمجتمع واولياء الامور وسوق العمل مسألة فيصلية كما ان عقد ورش علمية ثقافية تمثل احدى دعامات النجاح وحصاد الـ 40 عاما يمثل "كسب رهان لمنارة" ولامرأة رقم مؤغلة في الجدية أبحرت بالجامعة لاصعدة اكاديمية وعلمية وحصدت كوتة كبيرة لراغبي التعليم الجامعي رغم ان جامعات عالمية انتقلت بارثها وتراثها للدوحة مما ادخلها في منافسة قوية استطاعت تجييرها لصالح استقطاب عدد لا يستهان به من الطلبة والطالبات تهيأت لهم الامكنة والبرامج المناسبة لتطلعاتهم. • ويبقى الميزان الاثقل تشابك منتسبيها بحصافة في ظل التنافس العلمي المشروع والتزامهم بالاعراف الاكاديمية للتميز ليقطف المجتمع المتلهف لكل اضافات تأتيهم من بوابات جامعتهم الوطنية. عواطف عبداللطيف [email protected] همسة: مبروك جامعة قطر هذا الميزان المثقل.. بيض الله وجهكم