15 سبتمبر 2025

تسجيل

النفاق الوظيفي

07 أكتوبر 2012

إن النفاق من أشد الصفات دمامة، فهو آفة تقتل صاحبها وتصيب الآخرين بالغرور وتضلهم عن الطريق المستقيم وتؤثر على قراراتهم فتتحول من قرارات صائبة الى قرارات خائبة، والسبب في ذلك هؤلاء المنافقون الذين يحيطون ببعض الاشخاص أصحاب القرار في المؤسسات أو الشركات أو حتى الوزارات وتضليلهم حتى يختلط الحابل بالنابل وتضل القرارات طريقها. وليست الأزمة في اتخاذ القرارات فقط وإنما قضية النفاق بوجه عام، فكثيرا ما نرى منافقا او اكثر في مؤسساتنا يكيلون المدح والثناء على الآخرين من أجل مصلحة شخصية ومآرب خاصة، وهذا هدف من اهدف المنافق يسعى لتحقيقه بوسائله التي يتقنها جيداً ولا أحد غيره. والسؤال الواجب هنا إلى اي مدى يؤثر النفاق على طبيعة العمل؟.. وهل يتأثر الطريق نحو بلوغ المرام والأهداف بالنفاق؟.. والجواب بطبيعة الحال هو بالإيجاب. فالنفاق يمكن وصفه ولا تتحدد ابعاده إذا اردنا دراسته من سلوكيات المنافقين، لان سلوكياتهم وأساليبهم تختلف من مؤسسة لأخرى ومن مجال لآخر وفقا لمصالحهم وتنوعها. ومن أخطر نتائج النفاق في بعض الأحيان ضياع الحقوق وغياب الواجبات وتحل بدلا منها مصالح شخصية وامراض نفسية لشرذمة تسبب التلف لكل ما حولها. ويتساءل الجميع عن العلاج الشافي من النفاق، والجواب هنا يكون بأن نبدأ من البداية.. من الطفل الصغير في الأسرة وفي المدارس التعليمية بان تراعي المناهج ترسيخ قيم الصدق والإخلاص والوفاء في نفوس الطلاب والطالبات. والأمر الثاني والأخطر هو تجريم النفاق في مؤسساتنا وشركاتنا حتى لا يلجأ اليه من المرضى النفسانيين. بالاضافة الى اعادة النظر في نظام التقييم والمكافآت بحيث تتم متابعة دورية لكل الموظفين واصدار تقارير وتحديد مهام كل موظف وما قام به هذا موظف او ذاك في سبيل تحقيق هدف المؤسسة، وبناء على ذلك يتم تقدير ومكافأة كل موظف حسب عمله وجهده وليس حسب لسانه وكلامه المعسول والمنقول. * نداء عاجل.. علينا أن نرفع شعار العمل الجاد وسيلة للنجاح والإنسان العامل خير من المتكلم حتى تتحقق أهدافنا السليمة ونتغلب على داء النفاق.