27 سبتمبر 2025

تسجيل

طرق سالكة وضمائر مستيقظة!

07 أكتوبر 2012

المثل الشعبي يقول "الحلو ما يكمل"، فالمشروع الكبير الذي انتظره المواطنون والمقيمون والزائرون إلى قطر، ليكون الشريان الذي يربط قطر من غربها لشرقها ومن جنوبها لشمالها، اكتمل ولكن آه وألف آه من هذه الـ"لكن"، فالجسور الضخمة التي أقامتها الدولة ومازالت تقيم غيرها، وأنفقت المليارات من الدولارات وليس الريالات، وشكلت اللجان وقدمت طلبات المناقصات، ومن ثم أرست على إحداها إنشاء هذه المشاريع الضخمة التي للأسف لم تكن حسب المواصفات العالمية في الطرق السريعة، خاصة فيما يخص المخارج والمداخل لهذه الطرق، بالإضافة إلى افتقارها إلى الانسيابية المطلوبة التي تجنبنا الازدحام الكبير، خاصة والبلد يزداد كثافة في السكان حتى وصل في آخر احصائية من جهاز الإحصاء إلى أكثر من مليون وثمانمائة ألف نسمة، يتكالبون كل يوم على مثل هذه الطرق، خاصة أنها تربط الكثير من المصالح الحكومية والمرافق المهمة في البلاد التي لابد أن تصل من خلال هذه الطرق التي أصبحت مصيدة للكثير من السائقين الذين يتعرضون للحوادث الكبيرة التي تؤلم النفس، خاصة في الصباح الباكر عندما ترى أحدهم وقد اصطدمت سيارته بأخرى وإصابته شديدة اضطرت سيارة الإسعاف لأن تنقله إلى المستشفى، وهو الذي خرج من بيته مودعاً أسرته، ومتهيئاً لعمل جاد ينتظره.ومن ناحية أخرى نرى طرقاً جديدة ضمن تطور مدن الدولة، وقد صرفت عليها المليارات أيضا، وقد أصبحت في حالة يرثى لها من التدمير بمجرد قطرات من مياه المطر، مطر الخير سقط، فغاصت فيه السيارات التي كانت تسير على تلك الطرق، والتي أعتقد من كان عليها، أنه يسير على "طريق تجري فيها السيارة كأنها طيارة" كما جاء في أحد الأناشيد ونحن في فصول الطفولة مادحاً أحد شوارع الدوحة وقتها.فهل هذا معقول، أن تكون حال الشوارع الجديدة بهذا الشكل، أين مهندس الطرق في المشروع؟ أين القائمون على إدارة ذلك المشروع، بل أين المسؤولون في الهيئة العامة للأشغال الذين للأسف يتناسون أن هناك أناسا سوف يسيرون على هذه الطرق بل هم أيضا يضعون برامج العمل لتلك المشاريع بمجرد انتهاء الإجازة الصيفية، وكأن العاملين في المشاريع الخاصة بالطرق الذين يغلقونها كما يشاءون هم طلاب في المدارس، فالهيئة تبدأ في السبات طوال الإجازة، وتواصل عملها مع بدء الدراسة وعودة الموظفين إلى عملهم.إن الطرق في العالم، تجد فيها الراحة والاتساع الذي يتيح للسائرين سهولة السير وضمان الأمان، ونرى في شوارع العالم المسارات العلوية للمشاة لتسهيل الانتقال من شارع إلى آخر دون الحاجة إلى تكلفة العناء لانتظار سير السيارات، وقد يتهور أحدهم فيقوم بالعبور بين الشارعين دون الانتباه إلى سرعة السيارات، فيعرض نفسه للدعس وقد يصل الأمر إلى فقد حياته، وما أكثرها من حوادث الدعس التي حدثت للعديد من المارة.ولن يكلف إنشاء مسارات للمشاة الكثير من المال أو الوقت، حيث يمكن إقامتها بمجرد إقامة الأعمدة الحديدية وربطها، بجسور قوية يمكن أن تساعد المارة للعبور.إن الأمر يحتاج إلى قلوب تعي أهمية حياة المواطن والمقيم، قبل أن تكون هناك أقلام ومساطر وتخطيط، حتى يمكن إجراء المشاريع من خلال شركات قادرة على الإنجاز الجيد بأقل الخسائر، وعيون تراقب وتشرف بكل أمانة وضمير!فـ"قطر" أمانة في أعناقنا! فلنحافظ عليها، ونكون على قدر تحمل المسؤولية!