18 سبتمبر 2025
تسجيل( الجندي الذي يحتمل أنه أطلق الرصاص على المراسلة الصحفية التابعة لقناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة وقتلها عن طريق الخطأ لن يتم التحقيق معه ) ! هذه هي ما أفضت له عدالة القضاء الإسرائيلي الذي يطالب العالم أن يكون عادلا معه في تعرضه لإرهاب الفلسطينيين ويعجز هو نفسه أن يكون عادلا في حكمه على جندي قاتل ومستهتر وجه بندقيته العسكرية الملغمة برصاص الموت لظهر إنسانة بريئة كانت تتقفى خطوات زميلتها التي سبقتها لمكان كانتا تظنانه آمنا على أبواب مدينة جنين التي كانت تتعرض حينها لاقتحام وحشي من قبل القوات الإسرائيلية ويصوب بدقة لمنطقة أسفل رأسها وأعلى رقبتها من الخلف ويطلق رصاصته الغادرة فيرديها قتيلة في حينها بعد أن أحدث ثقبا مميتا في جمجمتها لتسقط هذه الإنسانة التي لم تؤذِ نملة في حياتها لتخشى إسرائيل من الميكروفون الصغير الذي تحمله والكاميرا التي تلاحقها في تغطياتها الإعلامية للاجتياحات الإسرائيلية الظالمة على مدن ومخيمات وقرى فلسطين المحتلة وتنقلها في تقارير شفافة وموضوعية وواضحة لكنها ذاك اليوم لم تستطع إسرائيل أن تتحمل وجود ( شيرين ) على أبواب جنين ولم تتحمل أن تسهم تلك المراسلة النشيطة في تأجيج الغضب الدولي والعربي ضدها فأرادت أن تغطي إرهابها على المدنيين في جنين بإرهاب أكثر وحشية وبجريمة قتل ندد لها العالم بأسره وهو قتل مراسلة قناة الجزيرة الفلسطينية الهوية والانتماء والأمريكية الجنسية شيرين أبو عاقلة في صباح شهر مايو من عام 2022 ليثور هذا العالم أمام هذه الجريمة المصورة التي حاولت حكومة إسرائيل وإعلامها المضلل أن يراوغا في المتسبب بهذه الجريمة فألقت المسؤولية أولا على المتظاهرين الفلسطينيين وأنهم أطلقوا الرصاص على شيرين فأردوها قتيلة وحين لم يصدقهم العالم وعدوا بالتحقيق في مقتل شيرين حتى اضطروا للاعتراف بأن أحد جنودهم الذي كان متمركزا في أحد الشوارع الفرعية المطلة على مدينة جنين ويختبئ في سيارته العسكرية ( قد ) يكون قتل شيرين أبو عاقلة بالخطأ ورغم تعرف الحكومة الإسرائيلية على الجندي القاتل إلا أن تصريح الإسرائيليين الأخير بعدم محاكمة هذا الجندي الذي من المؤكد أنه قتل شيرين بدم بارد ووجه رصاصته الغادرة وهو يعلم هوية ضحيته جيدا ومتأكد بأنه سوف يطلق عليها رصاصة تقتلها فورا دون سابق إنذار أو مجال لإسعافها وفي زاوية ضيقة انهمر عليها الرصاص دون توقف وحال من أن تتقدم لها زميلتها لتطمئن إن كانت على قيد الحياة أم لا فأين العدالة أيها العالم الحر الذي هاج وماج حينما بثت شاشة الجزيرة اللحظة التي سقطت فيها شيرين جثة هامدة وطالب بالتحقيق الفوري والشفاف ؟! أين هي تلك الأصوات الغاضبة اليوم وإسرائيل تصرح بأن لا محاكمة للجندي القاتل ولا حتى تحقيق أو توبيخ له على فعلته الدنيئة هذه ؟! أين هي هذه الأصوات التي سمعناها ورصدنا هدير الغضب في أحبالها الصوتية وهي تطالب بمحاكمة من قتل شيرين أبو عاقلة ؟! ولكني لا ألومكم على هذا الموقف المخيب والمتهاون والضعيف والمتراخي أو سموه كما شئتم فقد مات مثل شيرين أبوعاقلة في فلسطين آلاف الآلاف ولم نسمع صوتا خافتا واحدا من الغرب الذي يتفاخر بديمقراطيته وعدله يقول إن إسرائيل تقتل بهمجية ووحشية وإرهاب ودون وجه حق أو حتى محاكمة فهل يمكن أن تقولوا شيئا ودم شيرين يذهب كما ذهب من قبلها وسوف يذهب من بعدها وكأن تلك الدماء لا قيمة لها حينما يكون القاتل إسرائيليا والمقتول فلسطينيا ؟! وهل نملك نحن شيئا كعرب أمام هذا القبح الإسرائيلي المتعالي الذي يعلم أنه في كل مرة يرتكب جريمته سوف يتملك العالم برودا ولا مبالاة تجعله يكرر جرائمه بكل سهولة للأسف !. [email protected] @ebtesam777