10 سبتمبر 2025
تسجيللربما تابعتم مثلي اللقاء التلفزيوني الثري للأستاذ الفاضل سعد بن محمد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة والذي قدم رؤية إعلامية لأول انتخابات تشريعية في البلاد المقرر إجراؤها في الثاني من أكتوبر المقبل من العام الجاري واستعرض معايير المفاضلة بين المرشحين وضرورة تنحية ما أسماها بالعاطفة الانتخابية لصالح المنفعة العامة والمصلحة الوطنية، كما شدد أنه لن ينتخب أحدا من أقربائه والذين دخلوا سباق الانتخابات، مُعطياً الأفضلية لشخص آخر تتوفر فيه كل المقومات المطلوبة والضرورية لأن يتولى منصب العضوية في مجلس الشورى القادم بحلته الجديدة والذي ما كان له أن يتبلور بفكرته الحديثة الواعية إلا بعد النظرة التأملية التي كانت لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله وأطال في عمره، عند توليه مقاليد الحكم عام 1995 واستشرافه لمجتمع حديث يقوم على تأسيس مرحلة جديدة من مسيرة العمل التشريعي والانتخاب النيابي بدأت بانتخاب المواطنين لمن يمثلهم في المجلس البلدي وتمتد حتى اختيار أعضاء مجلس الشورى بالتصويت الحر. واستعرض الأستاذ سعد الرميحي شواهد من النهضة القطرية في حقب زمنية ومراحل هامة في تاريخ قطر السياسي، أهمها إصدار القرار الأميري رقم (11) لسنة 1999 بتشكيل لجنة إعداد الدستور الدائم لدولة قطر والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة في استفتاء عام جرى في 29 أبريل 2003 وكذلك الإعداد لانتخابات المجلس البلدي تمهيداً لإجراء الانتخابات التي نعيش أجواءها الآن والتي تعد ثمرة لما نادى به مثقفون لا سيما بعد حرب الخليج لإنشاء مجالس نيابية تقوم على التصويت الشعبي تكون صوتاً للمواطن ويكون دورها مكملا للسلطة التنفيذية وليس معطلا لها كما يعتقد كثيرون ممن يشكلون رؤية خاطئة لإقامة مجلس الشورى الآن في أنه سوف يمتلك القرار في قبول أو رفض أو سن التشريعات بحسب ما يقره المجلس وحده وأن العضو المنتخب دوره دعم الوزراء والمسؤولين والشد من أزرهم من أجل استمرار مسيرة التنمية، مشدداً على أنه يجب عليه أن يقوم بهذا الدور بعيدا عن القصد بالتهجم على الوزراء والمسؤولين بسبب المصالح الشخصية التي عادة ما تطرأ تلقائيا في المجالس المنتخبة وهو أمر مرفوض تماما وينأى بالفائدة التي يتوقعها المواطن من المجلس الذي من المفترض أنه سيكون ساحة لتبادل الآراء والتوصل لحلول أساسية لهموم المواطن لا ساحة حرب معلنة وأخرى خفية كما اعتادت مجالس أخرى عربية إشهارها على الملأ في صورة مشوهة للديمقراطية الحرة التي تضع مصلحة المواطن أولا وتصوير مجتمع متطور في النقاش وتناول الموضوعات بحيادية عن أي مصلحة شخصية أو حتى قبلية كالذي يُتداول اليوم للأسف من بعض المرشحين وكثير من الناخبين سواء في التصويت لمن يمثل القبيلة أو حتى الانحياز لها في القرارات التي يمكن تمريرها من خلال المجلس الذي سيكون ذا صلاحيات إيجابية تتركز حول دعم السلطة التنفيذية وليس إقرارها تماما. وكم كان الأستاذ الرميحي شفافاً في سعيه لانتخاب من له الأفضلية بالتصويت لكفاءة عمله وما عُرف عنه من قدرة على تلبية احتياجات العامة وكان مجلسه مفتوحاً للجميع دون استثناء بغض النظر عن اسم قبيلته التي قال إنه لن يرشح ممن يقرب له بصلة عائلية سواء من قريب أو بعيد، لأنه يرى في غير أقربائه من هو أحق بصوته وهذا هو ما يجب أن يكون عليه نهج الناخبين القائم تماماً على الاطلاع الكامل والوافي لبرامج انتخابية لها صفة المعقول والممكن وليس من مستحيلات كوكب المريخ الذي يرى البعض أنه بات صالحا ليسكنه بنو البشر وأراه بعيدا !. [email protected] @ebtesam777