11 سبتمبر 2025

تسجيل

(ريلاكس) الجامعة المرهونة!

07 سبتمبر 2020

هل سمعتم بالمثل القائل: سكت دهرا ونطق كفرا؟! لربما يكون هذا هو حال الجامعة العربية اليوم التي كنا نتوقع أن تخرج ببيان توضيحي لموقفها من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، الذي جاء في وقت انهارت فيه مباحثات عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لا سيما بعد أن تبوأ ترامب سدة حكم البيت الأبيض، وانحيازه الواضح والكامل إلى جانب إسرائيل، وهدمه الرسمي لعملية السلام أو ما تسمى بها بإعلانه القدس عاصمة أساسية لدولة إسرائيل، في خطوة تفاجأ منها الإسرائيليون أنفسهم، واعتبرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شجاعة لم يصل لها من سبقه من رؤساء تناوبوا على حكم الولايات المتحدة الأمريكية، لتأتي جامعة الدول العربية التي فقدت وقارها منذ عقود مضت وتحديدا منذ أن تفاخر أمينها العام بأنه أسهم في إفشال قمة غزة التي عقدت في الدوحة في ديسمبر 2008 ويناير 2009 إثر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت دولة قطر حينها إلى عقد هذه القمة وقاطعها بعض الدول العربية إلى جانب الجامعة العربية، التي سعت إلى إفشالها بالترويج لعدم مشروعيتها متزامنة مع قمة الكويت الاقتصادية، وشككت في أهدافها، وأنها خرجت عن الهوية العربية بعد أن حضرها ممثلون من دول إسلامية غير عربية مثل إيران وتركيا وإندونيسيا ودول أفريقية متضامنة مثل السنغال وإثيوبيا، لتغدو هذه الجامعة مرهونة بقرارات وأهواء حكومات عربية وخليجية محددة ترسم لها مسارها، ومتى يمكنها أن تخرج ببيان يستنكر أو بيان يؤيد أو حتى الصمت المطبق الذي بات سمة ملاصقة لدور هذه الجامعة في القضايا العربية، وربما دُفعت لتكون الرصاص المطاطي الذي قد يصيب، لكنه لا يقتل حينما يكون الهدف هو أحد الأطراف التي تسبب للجامعة ومن يدير هذه الجامعة مغصا معويا دائما مثل تركيا، التي ما كادت تعلن استجابتها لطلب حكومة الوفاق الوطني الليبية في التدخل وردع حفتر وقواته المتمردة من التغلغل داخل ألوية طرابلس العاصمة الرئيسية، حتى كانت هذه الجامعة قد عقدت قمتها وبلغ النصاب فيها ما جعل قرار إدانة القوات التركية موزعا على الطاولات قبل تلاوة البيان الختامي، والأمور تسير كما تريد لها مصر والإمارات على وجه الخصوص، باعتبار أن تركيا لا تزال تمثل لهما الهاجس الأكبر في تقليص توسعاتهما في ليبيا، خصوصا بعد الدعاية السيئة التي روج لها السيسي بدخول قواته الحدود المشتركة لبلاده مع ليبيا، وليُهزم حتى قبل أن يدخل شبرا واحدا نحو جارته الليبية، بعد أن باركت الجامعة المستأجرة من أبوظبي والقاهرة (عنترة) السيسي التي لم تكتمل فصولها وتعود للنوم مع أول تباشير التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، الذي كان جديرا بأن تنفض الجامعة غبار التبعية من على كاهلها المستسلم، وتقوم بدورها المنوط بها وتخرج إما ببيان تنديد واستنكار وشجب كالبيانات التي عهدناها منها منذ سنوات، أو مقاطعة أبوظبي حتى تعود إلى رشدها في اتباع الموقف العربي الواحد في اعتبار قضية فلسطين قضية العرب الأولى، لكنها خرجت بمباركة غريبة للتطبيع، وسارت على ما أُعد لها من سيناريو لا يبدو أنه كُتب بعناية، حيث رأت أن هذا التطبيع يخدم القضية، ويدفع بعملية السلام قدما، تماما كما بررت أبوظبي لنفسها هذه الخطوة، وكأن الورقة التي قيلت منها أسباب التطبيع قد انتقلت من أبوظبي إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة مع إضافة كلمة (ريلاكس) في الختام في طلب لعدم تضخيم الخطوة الإماراتية الخليجية غير المسبوقة، والأيام كفيلة بأن نرى عجلة السلام تدور من جديد وتلتزم إسرائيل حدودها التي تعود لعام 1967 وتقام الدولتان والعاصمتان ويعيش الجميع في سلام وهدوء وكفى الله الجامعة شر الكذب وما تقوله، وشر الدجل وما تفعله، وشر الخيال وما تنسجه، وشر من يرأسها ومن يديرها، ومن يحركها ويتكلم بها!. [email protected] @ebtesam777