27 أكتوبر 2025

تسجيل

وعلى نياتكم ترزقون

07 سبتمبر 2016

إنّ العالم كلّه لو اجتمَع على أن يضرّوك بـ شيء لمْ يضرّوك إلا بشيْءٍ قد كتبَه الله عليْك فثق بمَا دبّره وتقرّب إليه لعلّه عنْك يرضَى، مـا دُمـت تـنـوي الـخـيـر فأنـت بخـيـر، احرص عـلـى الـنـيّـة الـحـسنة لأنـهـا تُـكـتـب .. نار لا تحْرق / إبراهيم/، وبحر لا يُغرِق /موسَى، طفل ترمِيه أمّه في النّهر فيصل إلى بيت الملك، آخر يرميه إخوتُه في البئر /يوسف/ فينجو منه وَيُسجن، ثمّ يكون . مناسبة هذه المقولة اليوم عن قصة واقعية أحببت أن أسردها لكم كما وردت لي : هناك مجموعة من الطلاب قاموا في التسجيل بإحدى الجامعات في شمال السعودية واتخذوا في إحدى القرى القريبة من جامعتهم مسكنا لهم، وفي نهاية العطلة الأسبوعية يعودون إلى مدينتهم وبينما أحد الطلاب يتجول في القرية لفت انتباهه امرأة كبيرة في السن ترعى غنمها في الصباح لتعود إلى منزلها المتواضع في المساء، رق قلبه لها وسأل أهل القرية عنها فأجابوه أنها هكذا كل يوم تذهب بغنمها لترعى في الخلاء وفي المساء تعود، سألهم وأين أولادها أجابوه بأنها ليس لها أحد في هذه الدنيا أبدا . سكت الطالب وذهب لكن شغلت باله حال هذه العجوز وفي يوم من الأيام بينما هو يرقبها اقترب منها ليحدثها سلم عليها وأخذا يتجاذبان الأحاديث فسألها عن أمنيتها في هذه الدنيا أجابت: أتمنى أن أرى الحرم المكي والمدني وآخذ عمرة وحج لكن لا أستطيع لأنه ليس لي محرم يسافر معي . أخذ هذا الطالب يفكر بأمرها وما تريده من هذه الدنيا سوى العمرة والحج حينها أتته فكرة بأن يتزوج العجوز ومن ثم يذهب بها للحج والعمرة وإذا عاد طلقها وبذلك يكون قد حقق لها أمنيتها وفي الصباح ذهب لأحد المشايخ ليخبره بما أراد فعله أجابه بأنه عين الصواب، لكن أخبر العجوز إن رغبت أتممنا لكم الزواج .ذهب الطالب إلى العجوز وطرح عليها الفكرة، أجابته بأنها موافقة على ما أراده تم عقد قران الطالب على العجوز ومن ثم ذهب بها إلى مكة والمدينة وتركها حتى طابت نفسها فأدت فريضة الحج وأخذت عمرة ثم عاد وحينما عاد أبلغها أنه انتهت مهمته وهو يريد تطليقها قالت له: دعني على ذمتك واذهب حيثما شئت لا عليك فتركها وظلت على ذمته حسب رغبتها . انتهت دراسة الطالب وأراد أن يرحل إلى مدينته، أخبر العجوز بأنه راحل إلى مدينته دون عودة وأنه يريد أن يطلقها أجابته لا تفعل واذهب حيثما شئت، ذهب الطالب إلى مدينته ولم يطلق العجوز . وبينما هو جالس وحده بعد زمن حدثته نفسه أن يزور العجوز ليرى ما خبرها، وصل إلى مدينتها وذهب لقريتها التي تسكن فيها سأل عنها فقالوا له إنها توفيت، وإذا تريد ميراثك منها اذهب إلى منزلها المتواضع لتحصل على بقايا أغراضها القديمة . ذهب لمنزلها وهناك وجد الشاب بقشة صغيرة تحتوي على ثيابها وبها ورقة صغيرة تم طيها بقوة ففتحها فوجد فيها وصيه له، وهي ورقة لصك أرض ورثته من ابن عمها تقع على شاطئ جدة موقع إستراتيجي .. أخذ الشاب الورقة فذهب ليبيعها فوجدها بأغلى ثمن فباعها بثلاثة ملايين ريال، ولعل ذلك مكافأته على حسن نيته الصادقة .سبحان الله .. وهنا نتذكر مقولة //وعلى نياتكم ترزقون// وسلامتكم