27 أكتوبر 2025
تسجيلدبت الحياة إلى شوارعنا من جديد، فبالامس تحركت المركبات تعج بالطلبة من جميع المراحل للوصول الى مدارسهم الموزعة في مختلف مناطق الدوحة وضواحيها في اول يوم تنبض فيه الحياة ايذانا ببدء عام دراسي جديد بعد الاستمتاع بعطلة يعودون بعدها الى مدارسهم مفعمين بالنشاط والحيوية، وهناك أطفال يبدأون يومهم الدراسي الأول في حياتهم كمن يدخل عالم جديد لا يعرفه، فيحدث معه متغيرات تؤثر على علاقته مع المدرسة والدرس، كأن يلتقي زملاء جددا في الصف ومدرسين جدداً. العام الدراسي يسبب قلقاً كبيراً للآباء ووفق رأي الخبراء فان الأطفال بالتحديد يشعرون بالخوف من المدرسة كإطار جديد، يخافون من المدرس الجديد وشكله الحازم، ويخافون من زملاء آخرين قد يشكّلون خطراً على إحساسهم بالأمان في المدرسة، وكثيراً ما يقال إن التلاميذ يفشلون في المادة الدراسية التي لا يحبون مدرّسها، وربما تقع على عاتق المدرس الكثير من المسؤوليات التي من شأنها أن تجعل من الطفل، بغض النظر عن مستوى ذكائه، تلميذا ناجحاً أو فاشلاً. فاكثر ما ينبغي ادراكه في هذه المرحلة تشجيع الآباء طفلهم على اكتساب متعة التعلم وعلى استغلال الوقت الذي يمضيه في المدرسة للقيام بواجباته، من دون أن ننسى أن الطفل يحتاج إلى الشعور بأن والديه سيكونان إلى جانبه إذا احتاج إلى أي مساعدة، وهذا ما يجعله يعي أن القيام بواجبه المدرسي في قاعة الدرس أو في البيت جزء من مسؤولياته لتحقيق النجاح والتفوق، لذا بات من الضروري مساعدة التلميذ على الاستعداد لبدء سنة دراسية جديدة، ومن المهم التحدث إليه ليعرف ما ينتظره وليتآلف مع الجدول اليومي للسنة الدراسية. كان يوم امس نتاج استعدادات قائمة منذ فترة لتجهيز طلبة المدارس باحتياجاتهم المدرسية من كتب وادوات قرطاسية واقلام والوان وايضا شنط من مختلف الاحجام والاشكال لاستيعاب كثرة الكتب الدراسية التي يحصل عليها أبناؤهم في أول يوم دراسي من العام الجديد، خاصة كتب الصف الأول الابتدائي التي تشكل عبئا على الطفل خاصة وهو صف حرج بين محب وعازف عن المدرسة أو أنها كابوس يلازمه ويؤرقه. موضوع الكتب المدرسية وخاصة للصف الاول الابتدائي تعبر عن تعقيد في الأنظمة المدرسية، والا هل يعقل طالب وطالبة في أول سنة دراسية ان يحمل حقيبة بوزن عجلة سيارة؟ الاطفال أول ما يخطر في مخيلتهم عن المدرسة أنهم سيجدون أصدقاء ليلعبوا معهم ويتعلموا القراءة والكتابة معاً، ولكن ما يحدث عكس ذلك فالوزارة لم تقصر ولكن الأحمال الثقيلة لحقائب الاولاد ترهق الطلبة، ولست اعني فقط طلبة الصفوف الابتدائية بل في كل المراحل الدراسية، مما يدعو بالضرورة الى إيجاد حل سريع وفعال تجاه مشكلة تراكم كتب المناهج التي لازمت التعليم منذ سنوات كنا فيها نحن طلابا فكيف بأبنائنا اليوم في عصر التطور والتكنولوجيا العلمية. أن تعدد الكتب المدرسية وإجبار الطلبة على إحضارها بشكل يومي، قد يكون له تأثير نفسي سلبي على الأبناء، فكثرة الكتب وتعددها إضافة إلى وزن الحقيبة قد يضعف الرغبة في الذهاب إلى المدرسة لارتباطها بعناء حملها، أو قد يؤدي إلى عدم الرغبة في الاستذكار كراهية واحتجاجاً على هذه الكتب المتعبة وغير الجذابة. يتفق معظم خبراء التربية والتعليم أن الحقيبة المدرسية باتت تشكل ثقلاً على الطالب، كما ان المناهج الدراسية من أهم أسباب التفوق الدراسي من حيث مدى جاذبيتها شكلاً ومضموناً.. وسلامتكم.