31 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ فترة قصيرة كنت في زيارة لإحدى الجامعات، وكانت هي الفترة ذاتها التي يتم من خلالها استقبال الطالبات المستجدات وإجراء عمليات التسجيل وغيره، مالفت انتباهي في تلك اللحظات هو اهتمام الطالبات المستجدات منهن والمنتسبات للجامعة بالمظهر العام (المبالغ فيه)، أعني اهتمام تلك الطالبة بارتداء أغلى وأشهر الماركات العالمية من شنط ومجوهرات وإكسسوارات، حتى إني لا أبالغ إنْ قلت لكم بأن إحداهن كان ما ترتديه يفوق راتبها بعد تخرجها!!!أي طموح ذلك الذي تحمله مثل هذه الطالبة وغيرها، إذا كانت في الأساس لديها طموح وأهداف واضحة، ولديها أسرة تعينها على رسم تفاصيل حياتها بدقة وتساعدها على ذلك، للأسف أصبحنا في وقت تقاس فيه قيمة الفرد بمظهره العام، بما يرتدي من أسماء عالمية، وليس بما يحمله في عقله من أفكار أو في نفسه من أخلاق راقية. هنا فقط نلمس مدى الفهم الخاطئ جداً لتفسير (وأما بنعمة ربك فحدث)، من الجدير بنا أن نترجم نعم الله علينا بتحصيل علمي عالي المستوى، أو بطموح مميز يصاحبنا طيلة حياتنا، أو بعمل يكون كالبصمة الفارقة في حياتنا. وأذكر هنا ما قام به أحد المحاضرين أثناء زيارته لمدرسة ثانوية للبنات للحديث عن تحقيق الأهداف، حيث سأل سؤالا مهما للجميع، كم طالبة ترتدي ساعة من ماركة معينة، فكانت النسبة صادمة له حيث تجاوزت ٦٠٪ من عدد الطالبات الحاضرات، فسأل سؤالا اخر وكان موجها للفئة التي أكدت اقتنائها لهذه الساعة، كم واحدة منكن اشترت هذه الساعة بنفسها بكل تأكيد كانت النسبة صفر!!! وفي أثناء زيارتي للجامعة كانت بصحبتي إحدى الصديقات اللاتي علقت على الموقف قائلة، إنني اقتنيت مثل هذه القطعة بعد فترة عمل دامت ثمانية أعوام، ليس فقط لعدم مقدرتي على شرائها، ولكن لأن لدي من الأولويات ماهو أهم من شنطة أو ساعة أو نظارة أقوم باستبدالهم كل عام، وهذا ما نريد من أولياء الأمور والمربين أن يغرسوه في نفوس أبنائهم، قيمة الأشياء حولنا، وعدم إعطاء الأمور قيمة أكبر مما تستحق.صوت: — لاتحاول أن تجعل ملابسك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتديه!!