18 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى معالي رئيس مجلس الوزراء وقيادات التعليم

07 سبتمبر 2014

لأنه أهم وأخطر ركيزة نعتمد عليها في تحقيق كافة انجازات البناء والتنمية الشاملة، فان التعليم يستحوذ على قدر كبير مما نكتب او نناقش، سعيا الى المستوى المرضي (تسكين الراء) الذي مازلنا نتطلع اليه في هذا الميدان الحيوي الحساس، لكن الشواهد والتجارب الماضية والراهنة تثبت عكس ذلك إذ أن التعليم بلغ المستوى المرضي (بفتح الراء).وقد استشعرت قيادتنا الرشيدة هذه المسؤوليات الجسام عندما تم اسناد رئاسة مجلس التعليم إلى معالي رئيس مجلس الوزراء الموقر الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، ومنذ توليه هذه المهام الجسام ونحن نستبشر خيرا ونتفاءل بمستقبل تعليمي أفضل نظرا لما عهد عن معاليه من متابعة دقيقة وقدرة عالية على اتخاذ القرارات والاجراءات العملية البناءة لاسيما أن وزير التعليم تطرق إلى عدد من العوامل والخطوات المزمع اتخاذها، وهو يخاطب الرأي العام في المؤتمر الصحفي الخاص ببدء العام الدراسي. ونحن نواكب توافد الطلبة على مدارسهم إيذانا بحلول عام دراسي جديد فاني أتوجه الى معالي رئيس المجلس وقيادات التعليم، بعدد من الملاحظات والمقترحات ذات الصلة ومن ذلك ما يلي: * تدني مستوى الطلبة في اللغة العربية بدرجة مثيرة للقلق مما يستدعي معالجة فعالة يتصدى لها معلمون ومعلمات على درجة عالية من المهارة وحسن الاداء. * التركيز الفائق على تعلم اللغة الانجليزية بدرجة اصبح معها بعض طلابنا يبدؤون من يسار الصفحات وهم يكتبون الحروف العربية!! مع خطورة ما تحتويه الكتب والقصص الأجنبية من أفكار وصور هدامة منحرفة! * تراجع الاهتمام بعناصر الهوية الوطنية في مدارسنا، مقابل تكريس بعض المفاهيم المستوردة الدخيلة، أثناء الاحتفالات والفعاليات واختيار أسماء الفرق والجماعات المدرسية.* إلغاء او تعطيل ادوار مهمة كان يؤديها الموجهون ورؤساء التعليم وإدارة المناهج نتيجة للتحول التعليمي المتسارع، مما فتح الباب على مصراعيه لجلب أشخاص ليسوا أهلا للقيام بأداء الرسالة التعليمية المقدسة. * التراخي في تطبيق اللوائح السلوكية مما أفرز ظواهر وسلوكيات تتعارض مع قيمنا وشريعتنا بل تروج لأفعال الشواذ -والعياذ بالله- فرأينا وسمعنا عن "البويات"، وما يسمى بـ "الجنس الثالث"، حتى وان قيل ان اعدادهن محدودة فهن كالداء الخبيث ينتشر في الجسد. * تفريغ التعليم من قيمه التربوية الاصيلة ليتحول الى مجرد معارف ومعلومات يمكن للطالب ان يحصل عليها من اي مصدر آخر مع انتشار أجهزة التقنية المتطورة، اضافة الى حالة التخبط وتعارض المصالح الخاصة. * تقديم الشكليات والتسميات على الأمور الجوهرية المهمة، فما جدوى الجمال الهندسي للمدارس أو المكاتب والوسائل التعليمية وهندام المعلمين وتغيير المسميات، اذا كان الأداء ومستوى التعليم والانجاز في أدنى الدرجات.* غياب التوازن المطلوب في توزيع المناصب القيادية بين النساء والرجال، أضر كثيرا بالعملية التعليمية، رغم توافر زملاء رجال على مستوى عال في إدارات وأقسام الهيئات، وإذا كنا نريد إنصاف المرأة وتقديرها فليس معنى هذا أن نقصي الرجال المؤهلين، لإفساح المجال للنساء!!. * طول ساعات اليوم المدرسي وإرهاق الطلبة وأولياء الأمور رغم تواصل المناشدات الداعية الى تقليص زمن الحصص والدوام المدرسي!! فكم عانينا من تداعيات هذا التعنت الذي انعكس سلبا على امن واستقرار الأسرة والمجتمع. * كثرة الورقيات والاسئلة المنهكة للطالب ذهنيا وجسديا كما نلاحظ أثناء اجراء ما يسمى بالاختبارات الوطنية أو التقويم الشامل في الوقت الذي ينادون فيه بتقديم الكيف على الكم!.* استبعاد عناصر وطنية ذات خبرة ومهارة عالية في الميدان وتسلط فئات وشلل منحازة استغلت فرصة التخبط وتضارب القرارات لتوزع المناصب والوظائف حسب مصالحها الذاتية وليس حسب ما تقتضيه المصلحة العامة. تلك النقاط المذكورة آنفا ليست كل ما نريد طرحه عن التعليم وما يتعرض له من انتكاسات خطيرة، فان الحديث عن قضايا وهموم التعليم طويل متشعب، وانما أردنا إبراء ذمتنا وإيصال رسالتنا استشعارا للواجب والمسؤولية ونحن على ثقة ان من جعله الله مؤتمنا وراعيا في هذا الشأن الحيوي الحساس، سوف يجند كافة الإمكانات البشرية والمادية لانقاذ سفينة التعليم التي تتقاذفها الأمواج وتحيط بها المخاطر من كل اتجاه.. والله ولي التوفيق.