31 أكتوبر 2025

تسجيل

أهلاً بالتربية قبل التعليم !

07 سبتمبر 2014

ها قد بدأ العام الدراسي، وعاد الطلاب إلى مدارسهم بعد استراحة يستردون فيها طاقاتهم التي قد نفدت مع الدراسة العام الماضي.ومع هذه العودة استبشرنا خيراً بالمؤتمر الصحفي لسعادة وزير التعليم والتعليم العالي الذي أوضح فيه الخطوط المهمة في مسيرة التعليم حسب توجهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ورؤيته المستنيرة للتعليم وضمن رؤية قطر الوطنية.وأجمل جملة قالها سعادة الوزير: "إن كنا نطمح إلى أن نرتقي بمستوى تحصيل أبنائنا، فلابد من أن نبدأ بالتربية قبل التعليم، بما تشمله التربية من معان في تقويم السلوك والالتزام بالواجبات والمسؤوليات".نعم إنها مسألة مهمة جداً، أن تكون التربية قبل التعليم، فالأدب فضلوه على العلم، كما يقولون، فكيف سننشئ جيلا متعلما قادرا على خدمة وطنه وأمته وبناء مستقبلها إن لم يكن على قدر من التربية والإحساس بالمسؤولية متسلحاً بالأخلاق الفاضلة المستمدة من ديننا الحنيف، التي لا يمكن أن يبنى مجتمع صالح بدونها.إن تربية الأجيال مسؤولية ضخمة تقع على عدد من الجهات التي أهمها الأسرة التي ينشأ فيها الطفل في سنواته الأولى ويتعلم مبادئ الحياة فيها ويفتح عينيه ليقلد ما يراه أمامه داخل الأسرة، فإن كانت أسرته ممن تعي جيداً معنى التنشئة السليمة للطفل بعيداً عن كل ما قد يجعله منحرفا سلوكيا وأخلاقيا فإنها سوف تسير على الطريق الصحيح وينتقل إلى مدرسته وقد تسلح بالمبادئ الأساسية للحياة، بحيث تكون تلك التنشئة من قبل الوالدين وليس من المربية والخادمة.وتأتي بعد ذلك المدرسة التي تتلقى الطفل وهو ما زال في طور التشكيل وتعمل بالتعاون مع الأسرة على حسن ذلك التشكيل وتزيينه بالمزيد من التربية وبث روح الخلق الطيب فيه والسلوك السليم بعيداً عن كل ما قد يجره إليه رفاق السوء، عن طريق التعليم لمبادئ الأخلاق وقبلها أساس الدين الذي تنبع منه تلك المبادئ التي يريدنا الله عز وجل أن نتبعها كما هي سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وترسيخ تلك المبادئ بالأنشطة المختلفة والفعاليات التي تغرس في نفوس الطلاب كل ما هو حسن من السلوكيات والتصرفات.والتربية التي ذكرها سعادة الوزير في مؤتمره الصحفي تحتم على جميع القائمين على العملية التربوية والتعليمية في المدارس تنفيذها بملاحقة كل السلوكيات المشينة التي نسمع عنها في مدارس للأسف وانتشار نماذج شاذة بعيدة كل البعد عن قيمنا وعاداتنا التي تنبع من الدين الإسلامي الحنيف، ونأمل أن تختفي تلك النماذج التي تسيء للمجتمع وتضعه على صفيح ساخن قابل للاشتعال ليدمر هذا المجتمع، فلا صورة "للبويات" ولا التطاول على المدرسين والمدرسات، ولا السلوكيات المنحرفة التي يقوم بها بعض الطلاب، وأهمية احترام القائمين على العملية التعليمية، وكل هذا لا يمكن أن يكون إلا بوجود الإشراف والرقابة من قبل العاملين في المدرسة، والمتابعة من خلال التواصل مع الأسرة في البيت، وعودة دور المشرف أو الاختصاصي الاجتماعي الذي يحلل الظاهرة الموجودة ويجد لها الحل الممكن بحيث يتم احتواؤها وعدم التأثير السيء على الجميع.فالمدرسة هي البيت الثاني للطفل والتي قد يقضي فيها وقتا كبيرا قد يزيد من وجوده مع أسرته فلابد من التعاون المثمر بين المدرسة وأولياء الأمور ويأتي بعد المدرسة دور المجتمع وقد ينصب على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي لابد من مشاركتها الفعالة في توضيح تلك النماذج ومحاولة القضاء عليها من خلال المختصين وبتر كل عضو فاسد في المجتمع، ناهيك عن منابر المساجد والمحاضرات والندوات المنظمة بطريقة تجذب المستمع إليها وتعمل على الاستجابة لها من قبل الطلاب وأولياء الأمور والقائمين على العملية التربوية التعليمية، ونحن نشد على يد سعادة الوزير والمسؤولين في الوزارة على جهودهم، ونأمل أن يتحقق ما هو خير صالح أبنائنا ومجتمعنا ووطننا الغالي الذي يعطي ولا يطلب المقابل فلابد أن نرد له الجميل بأحسن ما يمكن.