10 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة ستظل قضيتي

07 أغسطس 2024

تحدثنا عن الحكومات العربية المتراخية إزاء ما يجري في غزة منذ أكثر من عشرة شهور متواصلة وتحدثنا عن دور الجامعة العربية المغيب تماما من هذه المأساة والحرب البربرية الوحشية الإسرائيلية على أطفال ورُضع ونساء وشيوخ القطاع ولا يمكن إلا أن نتحدث عن دور (المتصهينين العرب) الذين اختلقوا وسما بعنوان (فلسطين ليست قضيتي) ثم زادوا الأمر بتغزلهم الفاحش بإسرائيل ورغبتهم في أن تتأصل العلاقات العربية الإسرائيلية أكثر فأكثر في الوقت الذي كانت إسرائيل تواصل قصفها الغادر والأعمى على البيوت وتُدمر على رؤوس ساكنيها حتى تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة (حماس) الشهيد إسماعيل هنية في طهران لتسقط ورقة التوت التي كادت تستر عوراتهم الفاضحة ليخرج هؤلاء بعبارات وأحاديث واتهامات للرجل وصلت لدرجة قذفه في شرفه ووطنيته التي ما كان لاثنين أن يختلفا فيها ولكن شاء للمتصهينين أن يحملوا عار هذه الاتهامات وبصورة مقززة لرجل قتلته إسرائيل في طهران وإن هنية كان يسكن قصورا بينما شعب غزة وسط الأنقاض يبحثون عن أحبة لهم تحتها وإنه كان بعيدا عن أهلها بينما كل الصور والتاريخ يبث لنا في كل مرة يتجرأ المتصهينون لقذف واتهام الرجل ما ينقض حديثهم ويكذبه فأي جُحر كان يختبئ به هؤلاء ليأتي اغتيال هنية ويخرجهم منه؟ وماذا كان بينه وبين الله ليواصل هؤلاء اتهاماتهم وقذفهم له وهو ميت لا حول له في ردهم ولا قوة لردعهم أو قدرة؟! هل كان هنية عدوا لإسرائيل فقط أم للمتصهينين أكثر عداوة وحقدا؟! هؤلاء الفئة التي كانت ترى غزة وفلسطين عموما هانئة بالعيش وهادئة في حياتها اليومية حتى جاء (طوفان الأقصى) فأحال (هنية) نعيمها إلى جحيم لم ينته منذ أكثر من عشرة شهور متتالية ونسي هؤلاء أن الحرية إنما تُشترى بالدم والشهادة وأن الخطوة الأولى للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي هي المضي في طريق شائك وأن المقاومة الفلسطينية مشروعة ضد المحتل وأنهم بهذا عبيد لم يروا الحرية أو يشعروا بها رغم غلاف الحرية التي يظنون أنهم يعيشون بين زواياها وأن هنية هذا منه مليون هنية من بعده يؤمنون بفكر المقاومة التي شُرعت في فيتنام وفي أوكرانيا وغيرهما بينما يرونها في فلسطين أنها تقض مضاجع الفلسطينيين الذين يجب أن يخنعوا لفكرة الاحتلال وأن إسرائيل هي الدولة بينما لا دولة لهم ولا كيان حر. تابعوا ما باتت منصة إكس (تويتر سابقا) عليه وما تفجر فيها من أنواع وأصناف لهؤلاء المتصهينين الذين شمتوا في اغتيال هنية شماتة الحاقد المتصهين الذي يبكي على تل أبيب لكن لا دمع له حين يتعلق الأمر بغزة وأطفالها وشعبها وكيف ربطوا علاقته بايران على إنها علاقة محرمة بينما يتجاهلون شح ما قدمته حكوماتهم العربية لفلسطين وأهلها وكأن إيران هي التهمة التي لحقت بهنية بينما التواطؤ العربي الإسرائيلي أمر لا يجب أن يُنتقد من هؤلاء العاجزين الذين يحصرون الأمر بالحرس الثوري الإيراني وبالحكومة الإيرانية التي تسعى دولهم العربية إلى تقوية علاقتها بها رغما عن أنوفهم الكبيرة وبشكل لا يستطيعون هم انتقاده ومع هذا لا يستطيعون أن يروا أبعد من خطوات أقدامهم الصغيرة لأنهم مسيّرون لمهاجمة حماس وإيران وعاجزون عن انتقاد حكوماتهم المتراخية في نصرة غزة وفلسطين لأنها حكومات إنما سعت لخدمة مصالح إسرائيل سرا وعلانية وخفية وجهرا حتى مع استمرار العدوان الإرهابي على القطاع ولذا هم أعجز من أن يصفوا المشهد كاملا ولا يمسكوا إلا بتلابيب عبارات مستهلكة وضعيفة سواء ضد الشهيد هنية وحماس عموما أو لإيران أو حتى ضد قطر التي تمضي في التمسك بمبادئ لا يمكن لهؤلاء أو لغيرهم أن يتعلموا شيئا منها طال الأمد أم قصُر فهل عرفتم الآن ماذا يمكن للمتصهينين أن يفكروا به الآن؟!