27 أكتوبر 2025

تسجيل

سلامٌ يا لبنان السلام

07 أغسطس 2023

لبنان أرزة العرب وما أدراك ما لبنان؟! وللأسف أننا وصلنا لمرحلة يمكن فيها جديا أن نودع هذا البلد العربي الجميل سياسيا بعد أن هوى اقتصاديا وتعاقبته حكومات كثيرة لم تستطع حكومة واحدة أن تنتشله من الحفر العميقة التي غرق بها أكثر مع كل مرة تتولى حكومة البلاد وتقول إنها يمكنها أن تنقذ ما يمكن إنقاذه ولكن للأسف ففي كل مرة تزداد الحفر هوة وتنتزع الحكومة نفسها في آخر لحظة لتنقذ نفسها بأقل الخسائر وأكثر الرابح منها ولا يهم من يعيش من العباد ومن يخرج حيا من البلاد فمن أوصل لبنان إلى هذا الوضع المنحدر من سيئ إلى أسوأ؟! هل هي الحكومات التي توالت على قيادة البلد ثم ينسحب منها من ينسحب ويرى أن الحمل أكبر من قدرة عاتقه على تحمله كاملا؟! أم أن الفساد الذي ينخر بمفاصل الدولة هو من أوصلها لهذا الحد الذي لم يعد للبنان عملة وطنية يعتد بها أو متداولة بين أفراد شعب لم تعد لديهم أي مقومات الحياة الضرورية فلا راتب ولا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا غذاء؟! أم أن العرب فعلا قد تركوا هذا البلد ليلقى مصيره وحيدا؟! في رأيي المتواضع أن لبنان تفجرت مشاكله من داخله أولا فبلد تتنازع فيه الطوائف والمليشيات والأحزاب وأصحاب المقامات الدينية والسياسية والشخصيات التي تتوارث المناصب والقيمة السياسية أدى كل هذا إلى تشتت البلد داخليا فكل هذا فعلا يمكن أن يؤدي بالبلاد والعباد للضياع والفُرقة السياسية التي لا تجتمع على قلب رجل واحد وبالتالي ينعكس هذا على مصلحة الدولة فالجميع جرى وراء مصالحه ومصالح حزبه وتجميع أنصار له ومناصرين وتركوا الشعب يعاني اللقمة والدواء والحياة بعواصفها التي تزيد على الطبقة الكادحة بينما الطبقة المرفهة تسير وراء مصالحها وبالتالي أدى كل ذلك إلى الفساد الذي بدد الثروة وجعل من المساعدات المالية الهائلة الخليجية أو الخارجة من مؤتمرات المانحين التي عُقد الكثير منها لأجل لبنان فلا رأينا فرجا ولا مخرجا له للأسف الشديد. اليوم يعيش لبنان لحظاته الحرجة ويخرج المسؤولون اللبنانيون بشكل يجعل من الشعب محرجا من تصريحاتهم التي تبدو أقرب للاستجداء وهو أمر لا يليق في نظر اللبنانيين أن يروا من يمثلهم بهذه الصورة الهزيلة وكأن ما مضى من تاريخ طويل للمساعدات الخارجية التي لا يعرف أي أحد أين صبت مواردها كان يمكنها أن تنتشل لبنان من محن عويصة وكبيرة مر بها ولكن سوء التدبير والتخطيط والجري وراء مصالح شخصية ونزاعات حزبية جعل من الشعب هو من يدفع الفاتورة الباهظة اليوم المقدرة بالدولار الذي بات متسيدا ماليا في بلد عربي كانت معاملاته بالليرة اللبنانية التي باتت منسية ويحتاج المواطن اللبناني اليوم لحمل أكوام منها ثمنا لزجاجة زيت صغيرة أو علبة حليب لطفله تكفيه يومين فمن يرضيه وضع لبنان اليوم وقد رفعت كل الشخصيات اللبنانية التي لها تاريخها السياسي المتوارث لعائلاتها يدها عن إنقاذ البلد الذي كان حتى البارحة ينطوي تحت مسؤوليتها واليوم يفر الكبار منه وقد بات موحشا على من يعيش في جنباته وعلى من يناضل للعيش فيه بصورة تحفظ له لقمة يومه وقوت عياله وعلى من يحارب بأسلحة أطفال بنوك الدولة لاستخراج ودائعه المالية التي ما عادت تطعم خبزا ولا تسقي شربة ماء لصاحبها وباتت حياة الغاب تتغلغل في هذا البلد الجميل الذي لا يزال وجهة مفضلة للسائحين وقبلة أنظار المحبين له ولكن يعلم الله أي مستقبل ينتظره بعد حاضر لا يعد بالخير أبدا فإن الحل يبدو نابعا من الداخل ولا يمكن أن يأتي الحل من الخارج خصوصا بعد مرور الذكريات الصعبة كذكرى انفجار بيروت الذي مر بحسرة وألم على اللبنانيين يوم الرابع من أغسطس الماضي فلا شيء تغير ليجعل من الشعب يتنفس باطمئنان يمكن أن يتأمل من أن تكون البشائر في الطريق وإلا فعلى لبنان السلام !.