12 سبتمبر 2025
تسجيل(غزة تحت القصف) يبدو أن العرب باتوا معتادين على هذا (الترند) الذي لا يتردد صداه ولا يعلو صوته ولا تتفجر مأساته إلا في تويتر فقط، ولكن على أرض الواقع فإن سياسة لا أرى لا أتكلم لا أسمع تبدو هي السائدة للأسف في الوقت الذي بلغ به المسلمون المليار و700 مليون مسلم في العالم منهم فئة كبيرة جدا من العرب الذين تُقصف غزة بينهم وهم لا يقوون على كلمة شجب أو إدانة كتلك العبارات التي اعتادوا إطلاقها في كل عدون إسرائيلي على هذا القطاع المحاصر منذ عام 2007 إلا من رحم ربي من بعض الدول العربية وفي مقدمتها قطر التي أدانت بأشد العبارات هذا العدوان الصارخ الذي يستهدف النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء في غزة وسط صمت دولي مخز يدين المقاومة الفلسطينية المشروعة ويصفها عنفا وفي أكثر الأحيان إرهابا بينما ما تقوم به إسرائيل فلا يتعدى ألعابا نارية تضيء سماء هذا القطاع المعزول عن باقي المدن الفلسطينية وهو في الحقيقة دفاع لما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية من استهداف للمدنيين في إسرائيل وفي النهاية فإن تل أبيب تبدو بريئة من كل جرائمها الإنسانية التي استهدفت بالأمس طفلة صغيرة تدعى (آلاء) ذات الخمسة أعام كأول ضحايا هذا القصف العشوائي وقد حملها وهي في كفنها الأبيض والدها باكيا غير آبه بالصواريخ المنهمرة وقاصدا أحد المقابر ليدفن طفلته التي انتشرت لها صورة وهي حية ترزق وتلبس رداء الصلاة وردة نقية جميلة لم تمهلها الحياة لتفتح لها ذراعيها فإذا باطن الأرض يكون أحن عليها من هذه الدنيا القاسية التي تخلت عن آلاف من الأطفال الفلسطينيين قبلها ليسبقوا آلاء إلى القبور المظلمة. اعذروني فأنا أيضا قد أُعدُّ من العرب عموما الذين تخلوا عن غزة لكني أفخر أنني من قطر التي لم تتخل يوما عن واجبها الإنساني والعربي عن هذا القطاع وأميرنا قائد لم ينفك يذكر اسم فلسطين في كل المحافل الدولية والإقليمية ولطالما أزعج كلامه هذا رؤوس إسرائيل فهاجم إعلام إسرائيل قطر مرارا ولكن ما عسانا نفعل ونحن نشعر بأن العروبة التي تجمعنا متفككة وليست على قلب رجل واحد؟! أين الجامعة العربية التي كانت تجتمع اجتماعات طارئة مع تفجر أول غارة على غزة؟! أين البيانات الختامية للقمم العربية التي كانت ملغمة بالتنديد والشجب ومع ذلك كانت إسرائيل تنكرها وترفضها؟! أين البيانات الرسمية للحكومات العربية التي كانت تنطلق مع أول صاروخ يطلق على المدنيين في غزة وفلسطين عموما؟! أين العرب الذين كانت توحدهم عروبتهم وإن كانت المسألة مسألة شعور واحد لا يتجزأ؟! هل اختفى كل هذا رغم المشاهد المحزنة لأطفال ونساء وشباب وشيوخ ملتحفين بالأكفان البيضاء وتسوقهم مظاهرات جنائزهم وسط وعيد وتهديد باستمرار المقاومة والدفاع عن هذه الأرض التي باتت في عرف العالم يجب أن تصبح دولتين وأرضين وشعبين وعاصمتين وفوق هذا يجب أن يكون هناك حسن جوار وتعايش بينهما ؟! أخبروني إن كنت قد فقدت الذاكرة هل ما زلتم ترون في عروبتكم شيئا من الشهامة والنخوة العربية التي تدفعكم لنصرة الأخ فيكم ظالما كان أو مظلوما؟! ومع هذا فأنا مثل الملايين غيري من العرب لا أرى موقفا عربيا واحدا يدين إسرائيل بقوة وترتعد تل أبيب منه خوفا وجزعا وتوجسا وخيفة وتظن أن العرب بعدها لن يوقفهم شيء لا من المصالح ولا المطامع التي ابتُليت بهما أمتنا فنسينا بعدها ماذا يعني أن ننصر أخانا العربي فكيف إذا كان يُقتل ويُهدد ويُسلب ويُسرق وتُنتزع منه ملكيته من أرضه؟! ماذا أقول والكلمة اليوم لا تفعل شيئا فلا حول ولا قوة إلا بالله. [email protected] @ebtesam777