28 سبتمبر 2025

تسجيل

الفوائد البيئية للرضاعة الطبيعية

07 أغسطس 2022

قد تبدو الأمهات وأطفالهن الصغار للبعض على أنهم أكثر الجهات الفاعلة غير المتوقعة في جهود تغير المناخ العالمي وحماية البيئة، لكنهم مساهمون فاعلون، فما هي مساهمتهم؟ إنه التدخل الوحيد الأكثر فعالية في الوقاية من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، إنها الرضاعة الطبيعية. يعتبر تغير المناخ من أكبر التحديات إلحاحا التي تواجه العالم اليوم. ولحسن الحظ، فإن الرضاعة الطبيعية التي أوجبها الله عز وجل في محكم التنزيل بقوله: "وَٱلْوَٰلِدَٰتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ" هي إجراء مستدام، لتقليل هذا التدهور وللحد من التغير المناخي. أتشرف بصحبتكم في هذا المقال لمعرفة كيف تساهم الرضاعة الطبيعية في خلق بيئة أكثر نظافة وصحة. لفهم التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية، لا نحتاج إلى النظر إلى أبعد من أدائها المقارن مقابل الحليب الصناعي، فالرضاعة الطبيعية هي مورد طبيعي ومستدام، لا يتطلب أي مواد خام. يتم إرضاع 42 % على الصعيد العالمي فقط من الأطفال من ثدي الأم في الأشهر الستة الأولى، هذه الصورة بعيدة عن الوردية في قطر فلدينا معدلات الرضاعة منخفضة حيث كانت 29 % بحسب إحصاءات للجهات الصحية. الرضاعة الطبيعية توفر الطاقة، حيث يتطلب إنتاج الحليب الصناعي وتعبئته وتوزيعه، قدراً هائلاً من الطاقة، فبحسب إحدى المجلات العلمية، يلجأ أكثر من 60 % من سكان الأرض لاستخدام بدائل حليب الأم، معنى ذلك إنتاج الملايين من العبوات، التي تحتاج إلى شحن ونقل لجميع أنحاء العالم يوميا، وهذا بدوره يؤدي إلى استهلاك أطنان من الوقود الأحفوري. والرضاعة تقلل من إنتاج النفايات المخصصة للتغليف، فبحسب إحدى الإحصائيات فإن إطعام مليون طفل بالحليب الصناعي لمدة عامين، يتطلب في المتوسط إنتاج 150 مليون علبة. هذه العلب المعدنية ينتهي بها الأمر في مكبات النفايات، كما ينتهي المطاف بالعلب المصنوعة من البلاستيك أو الألومنيوم والورق في البحار والمحيطات. ومن الجدير بالذكر أن الرضاعة تمنع فقدان الموائل أو المواطن، فكلما استمر الطلب على منتجات الألبان، تزيد الحاجة للمساحات المخصصة للرعي. وقد تم خلال ربع من القرن إزالة غابات بحجم الهند، لاستيعاب المراعي الموسعة وإنتاج الأعلاف. كما أن وجود مزارع الألبان وإنتاج الأعلاف غير المستدامة يؤدي إلى تلوث التربة والمياه والهواء في المناطق المحيطة بها، كما ويؤدي إلى خسارة أكبر المواطن المهمة بيئيا مثل البراري والغابات. والرضاعة الطبيعية تقلل من إنتاج الغازات الدفيئة، التي تساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري. وتعد تربية الماشية السبب الرئيسي لإنتاج هذه الغازات بعد الصناعة. كما تساهم الرضاعة في توفير الماء، حيث تحتاج الأبقار البالغ عددها 278 مليون بقرة مخصصة لإنتاج الألبان في العالم إلى الكثير من الماء. ويتطلب الأمر استخدام 144 جالونا من الماء لإنتاج جالون واحد من الحليب. على النقيض من ذلك تحتاج الأم المرضعة إلى حوالي 10- 8 أكواب من الماء يوميا، ناهيك عن أن الرضاعة الطبيعية تساعد في الحد من تلوث الماء. وبالنظر إلى البصمة الكربونية للرضاعة الطبيعية، فإن قيمتها هي 5.9 مقارنة بـ 11 للحليب المصنع. مما سبق، يتضح أن الرضاعة الطبيعية هي الشريك المثالي للصحة البيئية وحماية صحة الإنسان والأرض في آن واحد. فهل تتفق معي عزيزي القارئ، أن لدينا واجبا نحو حماية صحة بيئتنا، والحفاظ على الموارد الطبيعية النادرة لكوكبنا، فهل أنت مستعد لإحداث التغيير الإيجابي لتعزيز الرضاعة الطبيعية وترسيخ هذا الحل كقرار ذكي للمناخ، فأطفالنا ليسوا بأي حال من الأحوال مسؤولين عن تدهور البيئة وتغير المناخ ولكنهم يعانون من عواقبه الوخيمة. خبير صحة بيئية [email protected] @faalotoum