27 أكتوبر 2025

تسجيل

لا يجوز منع حجاج قطر أداء فريضتهم

07 أغسطس 2017

اليوم هو منتصف شهر ذي القعدة، وبقي نصف شهر على بزوغ هلال شهر ذي الحجة ليعلن موعد انطلاق مواكب الحجيج إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، وحتى الآن ما زال الغموض يكتنف مصداقية السلطات السعودية لتسهيل أداء فريضة الحج لسكان دولة قطر في ظل الحصار الجائر وعلى خلفية الأنباء التي تتحدث عن مخاوف من الحجاج القطريين من مضايقات قد يتعرضون لها في الأراضي المقدسة، بالإضافة إلى أن حملات الحج ذاتها ليس لديها ضمان بسلامة الحجاج من المواطنين والمقيمين، إلى جانب أن سفارة المملكة العربية السعودية في الدوحة مغلقة تماما. في ضوء هذا الوضع المزري الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا بالتحكم بفريضة الحج وتعرض الحرمين الشريفين الى قبضة وقحة من الجهات المؤتمنة على راحة الحجاج وتسهيل أداء مناسكهم، تتخذ السعودية إجراءات تعسفية لمنع حجاج بيت الله الحرام من القطريين والمقيمين فيها على خلفية قرارات سياسة اضحت معالمها وخباياها مكشوفة للقاصي والداني، وهذا ما دعا إدارة الحج والعمرة بدولة قطر لإعلان إيقاف إجراءات حج هذا العام تفهما للموقف، وجاءت ردود أفعال أكثر من صاحب شركة حج مؤكدة انسحابهم من موسم الحج العام الحالي. هذا الموقف المستهجن دعا اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الدولة للدفاع عن حرية المسلمين بأداء فريضة الحج وفي هذا الصدد بدأت باتخاذ خطوات واسعة في إطار تدويل قضية منع مواطني ومقيمي دولة قطر من أداء مناسك الحج في كل المحافل وفق القنوات القانونية وما زالت تواصل تقدمها عبر الجهات المعنية سواء ما يتعلق بالشعائر الدينية أو بالقضايا الأخرى منذ الخطوة الأولى التي التزمت بها قطر بألا تتخذ أي مسلك إلا عبر القانون الدولي. وبالعودة الى بيان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية فإن وزارة الحج والعمرة السعودية هي التي امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر بيد السلطات العليا في المملكة التي تنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين، وما زالت السلطات السعودية تماطل وترفض بصورة خاصة أن يأتي الحجاج مباشرة من الدوحة في رحلات لشركة الخطوط الجوية القطرية. ليس مستغربا أن تقوم السلطات السعودية بوضع عراقيل أمام أداء مواطنينا الحج هذا العام في ظل الحملة الشرسة واستسهال الكذب عبر وسائل إعلامها المنافق الذي سخرته لبث أكاذيبها على الملا في إطار الحملة على قطر، تشويها للحقائق لتستمر في ممارسة الكذب، وتتحدث الوقائع عن إجراءات مضايقة القطريين وفق ما عبر عنه مقاولو الحج القطريين واستنكارهم ما قام به الإعلام السعودي من تداول أخبار مختلقة وكاذبة ومفبركة وإدعائهم أن وزارة الأوقاف القطرية أغلقت باب التسجيل لحجاج قطر هذا العام. منذ أن اطلق سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة مقولته مؤخرا " إن الخلاف مع قطر ليس دبلوماسياً بقدر ما هو خلاف فلسفي بشأن رؤية الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين لمستقبل الشرق الأوسط" أصاب العالم الاسلامي قاطبة الذهول والاستنكار ووسط هذا التوجه المخيف لا نملك إلا أن نتضرع إلى الله عز وجل أن يلطف بنا وننادي العالم الإسلامي بتحمل مسؤولية ما يحصل من تسييس لفريضة الحج كونها مسؤولية تاريخية يقع عبئها على قادة الأمة والمنظمات والمؤسسات الاسلامية في مختلف الدول الإسلامية.. وسلامتكم