27 أكتوبر 2025
تسجيلتبنى مركز الدوحة لحرية الإعلام مؤخرا مبادرة دولية عاجلة لكشف وتوثيق ومتابعة الانتهاكات والجرائم الخطيرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في قطاع غزة، ولوضع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو أمام الرأي العام الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهما في حماية الصحفيين في القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية، وذلك انطلاقا من اساس المناصرة الذي بنيت عليه ديباجة المركز منذ تأسيسه وهو مبدأ يؤطر سياسته ورسالته.ما يتعرض له الاخوة الفلسطينيين في غزة من هجوم وحشي شرس تحركه الطغمة المستبدة في اسرائيل بمرآى ومسمع من العالم حركت المشاعر المتبلدة ودفعت إلى استنكار ما يحدث من بشاعات يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، ومواصلة ما يرتكبه جيش الاحتلال من عدوان شرس على القطاع واستمرار سقوط الشهداء بالآلاف، ومن بينهم 13 صحفيا يمثلون مختلف المنابر الإعلامية في فلسطين المحتلة.الانتهاكات التي تستهدف بشكل مقصود وممنهج، ناقلي الخبر والحقائق إلى العالم، هو المحرك الاساسي لمركز الدوحة الذي يقوم بدوره المنوط به وفق آليات مبدأ حرية الصحافة المدرج في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والذي كفلته مواثيق حقوق الإنسان، ودعت إلى صيانته وحمايته من أي اعتداء، من هنا دعا المركز في بيانه يوم الثلاثاء الماضي ومع تنامي الهجوم الشرس منظمة الأمم المتحدة إلى اتخاد قرارات حازمة تعيد للمنظمة الدولية مصداقيتها في هذا الخصوص، حتى تبقى متسقة مع روح مواثيقها ومبادئها خاصة في ما يتعلق باعتبار حرية الإعلام قاعدة ارتكاز لتحقيق أهداف أجندة ما بعد 2015.رسالة المركز جاءت مركزة بالتوجه نحو هذا الصمت العربي والعالمي وموجهة بشكل اخص للأمين العام للأمم المتحدة الذي حاد عن حياده المفترض وانحاز بشكل فاضح إلى مناصرة اسرائيل لفقدانها عسكري واحد من جنودها الفجرة، وفي هذا الصدد دعا المركز إلى التحرك بشكل عاجل وحازم للضغط وبقوة على الحكومة الإسرائيلية بعد أن سقط 13 صحفيا وسائقا لوكالة أنباء، واصابة 20 صحفياً وصحفية بإصابات مختلفة في غارات جوية اسرائيلية على قطاع غزة، وأضرار جسيمة ومتفاوتة في 12 مكتبا ومؤسسة إعلامية منذ بداية الحرب على غزة.الموقف الرائع لمركز الدوحة للاعلام الداعي لتشكيل جبهة اعلامية عالمية لمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية في غزة يحتاج لتضامن من جميع الشركاء والمراقبين للحريات الصحفية في العالم، لتشكيل جبهة قوية تكشف ما يمارسه الجيش الإسرائيلي في غزة. ومساءلة إسرائيل عنها أمام المحاكم الدولية، وملاحقة الجناة والتعريف بهم، ومنع إفلاتهم من العقاب.نحيي موقف مركز الدوحة لحرية الإعلام تجاه ما يحدث في غزة من جرائم بحق الانسانية، ونقدر استمرار توجهه نحو تكريس حرية التعبير التي هي مصدر كافة حقوق الإنسان الأخرى وأصلها، واصرارها بوجوب حماية الصحفيين وتحييدهم. المواقف لا تظهر إلا حين الازمات، ومركزنا اثبت حضوره في الازمات وغيرها وسلامتكم.