16 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاحنات..

07 أغسطس 2013

نعيش الان اللحظات الاخيرة فى اخر ما تبقى من ايام شهر رمضان الكريم، وكل منا يطرق باب الرحمن بماله ووقته وصحته من اجل ان نحصل على عفو الرحمن وان يتقبلنا الله قبولا حسنا وبالاخص فى هذا الشهر الفضيل لما له من اجور مضاعفة منحنا اياها المولى عزوجل حتى تكون فرصة كبير للتخلص من الكثير من الذنوب والمعاصى وترك العديد من السلوكيات الخاطئة وتنقية القلوب وتقوية صلة الارحام والعلاقات الاجتماعية فى الاسرة والصورة الحقيقية للعلاقات كما زرعها بداخلنا الاباء والاجداد بصورتها الاصلية وليست كما وصلت إليها الان بهذه الصورة المؤلمة والغالبية تعانى من التفكك الاجتماعى وتدهور العلاقات الانسانية وحتى وان كنا فى هذا الشهر الذى يحث على التلاحم والترابط ولكن لاحياة لمن تنادى، ولو نرجع بالذاكرة عما نسمعه عن الحياة فى الماضى وبساطتها رغم ضآلة الجانب المادى وانخفاض مستوى الدخل المادى إلا انه كانت تسود قوة العلاقات الاجتماعية بشكل مو طبيعى بين افراد الاسرة ويسودها روح الحب والمودة والرحمة فيما بينهم وماكنا نسمع من السابقين ان هناك اى نوع من انواع التفكك الاجتماعى او قطيعة الارحام والعلاقات وعلى العكس تماما وحتى الروح الجميلة ما بين الجيران وكل يعرف الاخر فى الفريج الواحد وروح العائلة الواحدة فى الفرح والحزن والمناسبات التى كانت تمر عليهم باشكال مختلفة تجد الكل بجانب الاخر والبيوت تدخل عليها فى كل وقت وحين وبدون إذن مسبق ولا تحديد موعد مع الاسرة وعندما تدخل عليهم تحصل على افضل ضيافة وابسطها القهوة العربية والتمر ولكن كان لها مدلول نفسى واجتماعى بعيد المدى.. واما الان مع الانفتاح الاقتصادى والاجتماعى والثقافى واثارة الإيجابية والسلبية والإيجابية التى طرقت كل جوانب حياتنا وتنعم المواطن باعلى مستوى دخل فى العالم ولكن فى ظل هذا الانفتاح وسيطرة المصالح الخاصة على العامة كانت كلها عوامل تركت اثارا كبيرة على طبيعة العلاقات الاجتماعية وسواء كان فى الاسرة فاصبحنا نسمع عن انقطاع الارحام بالشهور والسنوات ولاسباب لا تذكر لو سمعناها من الاشخاص انفسهم وتفكك الاسرة والاحفاد وحتى وان كنا فى هذا الشهر الذى يحث على هذا الجانب خاصة ولكن لا توجد استجابة ويعتبر البعض لغة التنازل او الاعتذار للطرف الاخر تدل على ضعف شخصيته وضياع هيبته امام الاسرة والمجتمع إذا بادر هو بالاعتذار للطرف الاخر، واصبحنا نسمع قصصا تشيب لها الرأس من الحال الذى وصلت إليه الاسرة العربية والخليجية الان بشكل محزن والطامة الكبرى تجد هناك اطرافا من العائلة ليس وراءهم اى شغلة فى حياتهم سوى اثارة الفتنة بين المتشاحنين فى الاوساط الاجتماعية وتوصيل الكلمة السيئة اقرب لديهم من الاصلاح بينهم ولو طرقنا باب العلاقات الاجتماعية فى بيئة العمل وطبيعة العلاقات ما بين الموظفين وبعضهم وبين الموظف والمسؤول تسودها الكره والبغض بشكل مخيف وربما يؤثر سلبا على الاجواء العامة للعمل وعلى انتاجية العمل الفعلية وكلها ترجع لتضارب العلاقات وغلبة المصالح الخاصة والمنافسات غير المرضية فيما بينهم فى قضاء اكبر وقت بينهم وبين بعض اكثر مما يقضونه مع اسرهم بالمنزل ولكن كل منهم مصر على انه الارجح فى رأيه وفكره، وانه على صواب فى كل ما ذكره إلى ان وصلت الامور ذروتها فى العمل، ومن جانب اخر ربما تجد المسؤول ضعيفا إداريا وفكريا ويتبع سياسة فرق تسد فى العمل بين الموظفين وذلك حتى يكون ملما بكل ما يدور فى القسم ولا يتكاتف عليه العاملون فتسود المشاحنات النفسية والاجتماعية وتصل إلى طرق مسدودة، ولو القينا الضوء على اوضاع العلاقات فى الاوساط الاجتماعية ما بين النساء بعضهن وبعض وما بين الصديقات وما بين الرجال ما قبل والان فسنجد ايضا تغييرات كبيرة فى نمط العلاقة نفسها ويسود اغلبها الغيرة والحسد وتمنى زوال النعمة من يد الاخرى رغم زيادة الدخل الفردى وتحسن الاوضاع الاقتصادية اضعاف ما كانت عليه قبل وإلا اصبحنا نسمع بشكل يومى سواء كان فى العمل ام الاسرة او المجتمع فى مضمونها كلها عن الحسد والحقد لدرجة اصبحت مخيفة وسيطرت على الحوار العام الذى يسود طاولة النقاش فيما بينهن ولا تتحدثين عن اخبار سارة لديك امام صديقاتك او امام فلانة وفلانة حتى لا تحسدك او تحقد عليك فى هذا الامر، وللعلم والوضوح تكون من تتحدث عنهن اوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية افضل منى ومنك، وبعد ما تم سرده ايعقل ما وصل به الحال بنا فكلما انتقلنا إلى اوضاع اقتصادية وثقافية رفيعة المستوى فكلما زادت المشاحنات الاجتماعية والاقتصادية والتى مصدرها قلة الرضا بما قسمه الله وعدم الاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية بالشكل الذى كانت عليه فى السابق وكان لها دور فى الحفاظ على الاسرة والمجتمع، فنحن فى زمن لن نستطيع ان نفرح او نحزن بدون مشاركة الاسرة والاصدقاء افراحنا واحزانا فلذا نتمنى ان نحافظ عليها وعلى بقاء وحميمة العلاقات الاجتماعية بيننا، ونحن قادرون على ذلك.