12 سبتمبر 2025
تسجيلتجولت ذات ظهيرة في أحد مجمعات بلادي الحبيبة، في المحلات المختصة ببيع مستلزمات الرياضة، التي يطيب لي زيارتها والتعرف على جديد الأدوات الرياضية وما يمسها من قريب أو بعيد. ووسط تزاحم الألبسة الرياضية العالمية من حولي استوقفتني بعض "البراندات التجارية" وشعارات الألبسة الرياضية؛ فأطلت النظر فيها أبحث عما يشدني إليها وماهية صلتي بها وما تلامسه بي من شغف ومحبة أو حتى كرهٍ ربما، فوجدتني أبتعد عنها باحثة في مخيلتي عن بديل آخر.... عن رداء يرمز لانتمائي وهوية تمثلني، له علاقة بموروثي ومجتمعي، بما يخلفه من شعور بالزهو والانتماء. وتولدت الأفكار في ذهني أين المنتج العربي في هذا الزخم العالمي، بل أين المنتج القطري وسط هذا التنافس العالمي في تجارة تقدر بمليارات الدولارات؟ ألم يحن الوقت بعد لتصميم الهوية القطرية الخاصة بنا ونشرها للعالم في ضوء النهضة الفنية والرياضية في قطر، فضلا عن إضافة بصمتنا المميزة في مجال الرياضة الذي تميزنا به منذ عقود مضت سواء فيما يخص الريادة الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية. ألم يحن الوقت لإبراز وإظهار المنتج الرياضي القطري كزي رياضي ذي شعبية للكبير والصغير وللمرأة والرجل ولجميع الفئات العمرية؟ أشعر بحاجتنا إلى "براند قطري رياضي" وأعني بها الماركة أو الهوية التجارية التي سينافس بها كبريات الشركات العالمية، باعتبار أن الهوية القطرية أصبحت واضحة جداً وبرزت على الخريطة الرياضية العالمية في السنوات الأخيرة، ويشار بالبنان بل ويُحكى عن إنجازاتها. لا أنكر أن هناك بعض العلامات التجارية القطرية التي تظهر بخجل وأتمنى انتشارها في أسواقنا المحلية ودعمها للوصول الى كافة أفراد المجتمع. إذ مما لا شك فيه أننا كأغلبية متفقون على أن الرياضة هي اللغة العامة المشتركة بين الشعوب على اختلافها، كلغة محببة تجمع أكثر مما تفرق، لغة تحاول في أبجدياتها إصلاح ما أفسدته السياسة. وبالتوفيق والمن من الله أن يسر لنا الخير بهذه الإنجازات الرياضية والبطولات الدولية. أتطلع فعلا إلى رؤية "براند رياضي قطري ذي هوية وبصمة عربية" تحمل رموزنا ومعالمنا التي نفخر بها في واجهة المحلات الرياضية الكبرى، صفا إلى جانب "العلامات التجارية العالمية" بل ومنافستها في نواح عديدة كالتصميم والجودة والسعر، والاستعانة بمهارات الكفاءات القطرية من الجنسين وأخص هنا ذائقة المرأة القطرية وقدرتها على الإبداع في مجال التصميم والأزياء التراثية والعربية، والعمل على تسويق هذه العلامة المحلية العالمية بإذن الله في كل مكان بدءاً بمطار حمد الدولي وتباعاً في مختلف دول العالم. ما زلت أتطلع إلى اليوم الذي أجد فيه الخطوط الجوية القطرية تعرض فيديو إرشادات الأمن والسلامة بتمثيل نجوم منتخباتنا الوطنية عن الاحتياطات الواجب اتباعها في الطائرة لسلامة الركاب حاملة التوقيع بالعلامة التجارية القطرية، على غرار ما قدمه أبطال نادي برشلونة وتم عرضه على متن الخطوط القطرية. وفي ذات الإطار تحضرني فكرة الاحتفاء بما تم إنجازه من قبل أبطال منتخباتنا الوطنية وحصدهم الجوائز العالمية في العديد من المحافل الدولية.. نعم استحقوا جوائز وميداليات في المراكز المتقدمة وأتوق إلى تكريمهم وإبراز هذه الصدارة بأعمال ترويجية ودعائية وخيرية برموز قطرية يتم نشرها للعالم كأيقونات في البطولات والاحتفالات و البرامج. وأعود لحديثي الرئيس وهو احتياجنا إلى منتج رياضي يميزنا ويمثلنا، بحاجة إلى "عقلية تجارية" تحول تميزنا الرياضي وبطولاتنا إلى مواد ملموسة لها رمزية رياضية يسعى المواطن والمقيم والزائر لاقتنائها واهدائها وارتدائها، حيث تمثل التميز القطري. قد يبدو حديثي أفكار ثائرة طموحة لكنها تسكن عقلي وأفصح عنها لكم فقد تؤثر وتترك أثرها في المبدعين من حولي وتطلق شرارة الإبداع والإلهام والتميز... بل وكلي يقين بأنها سترى النور قريباً. كل هذه التساؤلات والخواطر دارت في ذهني وأنا أبحث عن البدلة العنابية الخاصة بمنتخبنا البطل في كرة القدم، حيث أصبحت المطلب الوحيد لأبنائنا وأولهم ابني حسن.. لكن للأسف لم أجد المقاس المناسب فوعدت ابني حسن بالعودة مرة أخرى على أمل إيجادها له في أقرب وقت. نعم انتهيت من كتابة المقال منذ مدة وبسبب انشغالي. لا يزال حسن يذكرني بضرورة العودة لشرائها.. وبحسب قوله "وعد الحر دين عليج يا أمي"... !