11 سبتمبر 2025

تسجيل

تسـاؤلات عـن هــذا الـرجـل

07 يونيو 2021

من عليه أن يصدق أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باتت أقصى مهامه اليوم هو أن يسترجع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أُغلقت جميعها جراء اتهاماته غير المقترنة بأي دلائل رسمية، والتي كان قد أطلقها حول نزاهة نتائج التصويت في الانتخابات الرئاسية، والتي أقصته من البقاء في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة أخرى، وفاز بعدها الرئيس الحالي جو بايدن بفترة رئاسية جديدة سوف تمتد لأربعة أعوام سيدخل بعدها في حرب انتخابية ستكون أكثر شراسة مع غريمه ترامب إن مد الله في عمرهما معاً. من عليه أن يصدق أن ترامب، والذي جعل من الكرة الأرضية الشاسعة والمترامية الأطراف قرية صغيرة يمارس فيها تقلبات مزاجه السياسي فانقلب العالم أثناء حكمه إلى مجموعات وأحزاب انطلى بعضها تحت ستار إرضائه بينما تمرد آخرون من البقاء تحت هيمنته ورغباته!. هل هذا هو ترامب الذي لم تبق أي دولة كبرى في العالم إلا أثار فيها زوابع وأتربة وأحال علاقات بلاده معها إلى مصير يُطبخ على صفيح ساخن من أن تستمر هذه العلاقات على وتيرتها المعتادة أو تنتهي أو تزدهر بحسب مزاج ترامب وتطلعاته ولا أقول مصالح أمريكا، التي أعتقد بأن ترامب كان يقودها كما يراها من زاويته النرجسية الشخصية، وليس من الباب الكبير الذي فتحه الرؤساء قبله والذين حكموا الولايات المتحدة من باب المصالح المتبادلة ؟. هل هذا هو ترامب الذي كان يثور مثل الطفل الصغير مع أول تنبيه وإشعار من تويتر يتضمن تشكيكاً بمصداقية هذه التغريدة أو حين تُحذف أو تُقنن وحتى إغلاق حسابه على تويتر وإنستغرام والفيسبوك؟. أين ترامب اليوم مما يحاوله بايدن من ترتيب فوضى العلاقات التي خلّفها له سلفه، وكيف يرى ترامب نفسه محاولات خليفته في هدم كل ما فعله من إلغاء اتفاقيات وإصدار قرارات وصفت بالجائرة أعادت الولايات المتحدة إلى رأس الدول الديمقراطية على الأقل كما يراها بايدن، الذي يتبع على ما يبدو سياسة من سبقه من رؤساء حافظوا إلى حد ما على صورة أمريكا الديمقراطية العظمى، وجاء ترامب ليصور قرارات بلاده بالبائدة التي يجب أن تتغير بحسب ما تمنحه له صلاحياته كرئيس ولا تخضع لا لمجلس شيوخ يحكمه جمهوريون أصدقاء ولا كونجرس يسيطر عليه ديمقراطيون يعدهم ترامب بأعداء حكمه؟. كيف هو شعور ترامب وهو يرى أن صورته التي كانت تتصدر بصورة يومية القنوات التلفزيونية ليس في بلاده فحسب ولكن في معظم دول العالم باتت منزوية بصورة مهمشة ومتعمدة من قبل القنوات الإخبارية والصحف، وأن عهد بايدن قد بدأ منذ 20 يناير الماضي في اللحظة التي غادر فيها حديقة البيت الأبيض مودعاً إياه ومستسلما للمصير الذي لم تنفعه فيه جعجعته التويترية شيئا؟. كل هذه التساؤلات طرحتها وأنا أقرأ خبرين متناقضين في وقت واحد عن استمرار الفيسبوك بحجب حساب ترامب لأكثر من عقدين من الزمن، بينما رأت إدارة الإنستغرام أنه لا ضرر من إعادة فتح حساب ترامب الذي سبق وأن أُغلق بعد الضجة التي افتعلها الرئيس السابق إبان تشككه الصريح بنتائج انتخابات الرئاسة التي خاضها مع بايدن، ولا أعلم الآن إن بات لترامب نجم يسطع أم أنه أفل وهوى كما هوى من تبعه وربط أحلامه به. ‏With all my best wishes trump! ‏[email protected] ‏@ebtesam777