20 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتخاب المُحفز ومسؤولية الدولة

07 يونيو 2021

‏من الممكن اعتماد هوية وسطى للمرشح كما يصنف نفسه"سلف، وسط، إلخ.." في بطاقة الترشح بدلاً من القبيلة وتعلن مع ترشحه للمجلس، فيعرف الناخبون هوية المرشح الثقافية أو الفكرية، فينتخبون فكراً بدلاً عن انتماء قبلي، هنا يصبح انتماء المرشح الفكري ودائرته الانتخابية أهم من انتمائه القبلي. ‏وسينتقل المجتمع رويداً الى خلق اتجاهات في داخله مما يعظم دور المجلس وبالتالي ستصبح هناك امكانية للحديث عن برامج للمرشحين بعد معرفة ميولهم واتجاهاتهم الفكرية، الامر الذي سيثري المجتمع وسيثري المجلس كذلك في نقاشاته وستصبح مرجعية الافراد الثقافية أهم من مرجعياتهم الاولى وهو هدف اسمى ‏ ‏ومع تكرار التجربة سيستطيع افراد المجتمع من بلورة افكارهم وميولهم بشكل يخدم الوطن، وسيتخلص المجتمع مع مرور الوقت من اشكالية الخوف من التصنيف والاختفاء دوماً خلف العموميات وثقافة القطيع، كذلك مع الوقت سيكشف المجتمع المنافقين الذين تخفي شعاراتهم نواياهم الحقيقية،‏ ولو افترضنا ان احداً حاول ان يخدع المجتمع بتبنيه اتجاهاً غير الذي عُرف عنه في المجتمع وداخل دائرته الانتخابية سيفشل لادراك أهل الدائرة والناخبين فيها حقيقة توجهه ووجهة التفكير الذي يتبناه بفعل معرفتهم به ومعايشتهم له. ‏ بمثل هذا التوجه مع الوقت وتكرار التجربة تستطيع الدولة انتشال المجتمع نحو انتخابات تعمل على تطويره لا على تكريس واقعه من خلال ما يمكن تسمية inviting election انتخاب يستدعي فكر المرشح واتجاهاته بدلاً من قبيلته وطائفته، مجتمعنا مجتمع يبدو خالياً من التيارات الفكرية اللازمة لعملية المشاركة الشعبية، وذلك لعدم وجود آلية مناسبة للتعبير عنها وفي نَفَس الوقت مجتمع مثالي بالنسبة للعلاقة بين الشعب والسلطة، لكن التطور إذا لم نسع اليه سيجتاحنا بشروطه لا بشروطنا، علينا ان ندرك أن الافكار اليوم تجتاح العالم وتتأثر بها جميع المجتمعات وإن لم تظهر بشكل جلي، الفرد في مجتمعاتنا تحول الى متلقي بشكل كبير، فإذا لم يتجاوب بشكل ايجابي مع ما يتلقاه، من خلال حريته في التعبير وفتح السبل لتحقق ذلك فقد يأتي يوم يصبح الأمر عسيراً ومحرجاً وخطيراً. [email protected]