11 سبتمبر 2025

تسجيل

عنصرية دول الخليج

07 يونيو 2020

على مدى أكثر من أسبوعين ونحن نتابع يوميا الأخبار الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية حول مشاهد النهب والخراب في أكثر من 30 ولاية أمريكية يقوم بها المتظاهرون بسبب شرارة أفعال عدد من أفراد شرطة مدينة مينابوليس في تعاملها العنصري مع جورج فلويد ما دفع الرئيس الأمريكي إلى المطالبة بالزج بالحرس الوطني للتدخل وذلك لإحكام السيطرة وفرض الحظر الذي لم يلق آذانًا صاغية في العديد من المدن حتى بدأت الشرطة في استخدام الأعيرة المطاطية والهراوات وإطلاق الغاز المسيل للدموع وإغلاق الطرقات بهدف فرض الأمن والقانون، وانتشرت قوات الأمن المدجج بالسلاح لكبح هذا الغضب الشعبي والإرهاب المحلي، مما جعل العديد من الساسة الأمريكان يطلقون تصريحاتهم الصحفية التي لم تسعفهم بل زادت من التصعيد والتصادم بين الناس بعضهم ببعض تارة، و بينهم وبين الشرطة تارة أخرى بل تطور الوضع إلى عدم انصياع حكام الولايات أنفسهم لقرارات الرئيس الأمريكي. وفي مكان آخر شاهدنا العنصرية لكن بشكل مختلف وفي بقعة مختلفة في العالم وهي أوروبا، بلد الحريات وبلد حقوق الإنسان، من خلال ما حصل مع بداية تفشي جائحة كورونا كوفيد ١٩ عندما تم التفضيل بين مواطنيهم المصابين في تقديم الخدمة الطبية وتلقي العلاج بسبب الضغط الكبير على القطاع الصحي حتى وصلت التفرقة وإعطاء أولوية العلاج بين أبناء جنسهم بحسب الفئة العمرية من خلال حالات واقعية تابعناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكم من قصص لأشخاص كبار في السن تم استبعادهم من تلقي العلاج ولم يتم الرد على اتصالاتهم بسبب أن الأولوية كانت لصغار السن وفئات الشباب وهو نوع من العنصرية المقيتة التي توفر العلاج بناء على تصنيف غير إنساني البتة. ومنذ أن بدأت الجائحة تلقي بظلالها الاقتصادية على جميع دول العالم، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجية التي تأثرت كسائر الدول بهذه الأزمة الاقتصادية تزامنا مع هبوط أسعار النفط إلى مستويات غير مشهودة ، الأمر الذي تسبب بقيام العديد من الوزارات والهيئات بالقطاع العام وشركات القطاع الخاص بالاستغناء عن عدد بسيط من الموظفين وتسريحهم، أو تعديل عقود عملهم بعقود عمل جديدة مخفضة من أجل تقليل النفقات للوصول إلى بر الأمان، وهي ظروف غير طبيعية واستثنائية تمر بها كافة البلدان في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى امتعاض العديد من المقيمين الذين تأثروا من تلك القرارات واستنكارها، وهو فعل كانت له مبرراته القاسية . إن ما يزعج في الأمر بعض الأصوات التي خرجت في وسائل الإعلام وبالتحديد الغربية والتي اتهمت من خلالها دول الخليج بالعنصرية والتفرقة بين معاملتها للمواطن والتصرف الأخير مع المقيم، فعن أية عنصرية يتحدثون؟ لقد تابعت واستمعت شخصيًا للكثير من الادعاءات على دول الخليج بأنها لم تراع الظروف ولم تقدر الخدمة والعشرة للمقيمين وقامت بإنهاء عقودهم وتفنيشهم. والسؤال الذي يجيب بنفسه على تلك الادعاءات، ألم يعلم هذا المغترب العزيز أن العقد شريعة المتعاقدين؟ وأنه لابد من أن يأتي هذا اليوم الذي تنهى فيه تعاملاته مع الدولة أو الشركة التي يعمل بها ؟ فبالتالي النهاية حتمية ومعروفة مسبقًا حتى وإن تأخرت عشرات السنين!! كلنا نُجلّ عمل الإخوة المقيمين وهو بلا شك عمل مقدر ، ساهموا من خلاله وعملوا يدًا بيد وجنبًا إلى جنب مع المواطنين من أجل رفعة وتطور الأوطان الخليجية ومواصلة مسيرة نهضتها، وهو عمل مشكور ولا يمكن إجحاده أو أن يذهب أدراج الريح ، ولكن لابد من تفهم الأوضاع التي تمر بها البلدان الخليجية النفطية التي أجبرتها الظروف على اتخاذ تدابير تقشفية لكي تبحر السفينة بمن عليها من مواطنين ومقيمين وتصل إلى شط الأمان. والله من وراء القصد ‏twitter@ mohdaalansari