14 سبتمبر 2025

تسجيل

الشَّلَوْبِينَي الأُسْتَاذُ

07 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأسْتَاذُ الْعَلَامَةُ إِمَامُ النَّحْوِ أَبُو عَلِيٍّ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَزْدِيُّ الْإِشْبِيلِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ النَّحْوِيُّ الْمُلَقَّبُ بِالشَّلَوْبِيني، كان مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِإِشْبِلِيَّةَ، والشلوبين بلغة أهل الأندلس الأبيض الأشقر. سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْجَدِّ، وَأَبِي عَبْدِاللَّهِ بْنِ زَرْقُونَ، وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ بُونُه، وَأَبِي زَيْدٍ السُّهَيْلِيِّ، وَعَبْدِالْمُنْعِمِ بْنِ الْفَرَسِ، وَطَائِفَةٍ. وَلَهُ إِجَازَةٌ خَاصَّةٌ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ، وَأَبِي الْقَاسِمِ بْنِ حُبَيْشٍ.اخْتَصَّ بِابْنِ الْجَدِّ، وَرُبِّيَ فِي حِجْرِهِ; لِأَنَّ أَبَاهُ كَانَ خَادِمًا لِابْنِ الْجَدِّ، وَلَهُ سَمَاعٌ كَثِيرٌ. وَأَخَذَ النَّحْوَ عَنِ ابْنِ مُلْكُونَ، وَأَبِي الْحَسَنِ نَجَبَةَ. ظهرت نجابته قديماً، إذ خطَّ له الحافظ أبي بكر ابن الجد وأبي الحسن نجبة مجيزين له " كتاب سيبويه " بعد أخذه عنهما بين سماع وقراءة، وقد وصفاه بالأستاذية وما يناسبها من أوصاف نبلاء أهل العلم وطلابه، وهو ابن اثنين وعشرين عاماً أو دونها، وحسبك بهذا شهادة له بالإدراك ولاسيما من الحافظ.كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبِيَّةِ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ وَلَا يُجَارَى، في علم النحو مستحضراً له غاية الاستحضار، تَصَدَّرَ لِإِقْرَاء العربية سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ تَرَكَ الْإِقْرَاءَ لِإِطْبَاقِ الْفِتَنِ وَاسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ، عَمِلَ لِنَفْسِهِ "مَشْيَخَةً" نَصَّ فِيهَا عَلَى اتِّسَاعِ مَسْمُوعَاتِهِ، وَكَانَ أَنِيقَ الْكِتَابَةِ. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ قَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ يَقُولُ: مَا يَتَقَاصَرُ أَبُو عَلِيٍّ شَيْخُنَا عَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ. أَخَذَعَنْهُ عَالَمٌ لَا يُحْصَوْنَ.كان الشيخ ذا معرفة بالقراءات، حاملاً للآداب واللغات، آخذًا بطرف صالح من رواية الحديث، متقدمًا في العربية كبير أساتيذها بإشبيلية مبرزًا في تحصيلها مستبحراً في معرفتها متحققًا بها حسن الإلقاء لها والتعبير عن أغراضها، وله فيها مصنفات نافعة وتنبيهات نبيلة وشروح واستدراكات وتكميلات، تصدر لتدريسها بعد الثمانين وخمسمائةمدة طويلة، وإليه كانت الرحلة فيها.له مصنفات منها: شرحه المقدمة الجزولية شرحين كبير وصغير، وله كتاب في النحو سماه "التوطئة"، وشرح كتاب سيبويه، وتعليق على كتاب المفصل. وكتاب القوانين في علم العربية.عَاشَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سَنَة، وتوفي في أحد الربيعين، وقيل في صفر، سنة خمس وأربعين وستمائة بإشبيلية، رحمه الله تعالى.