14 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان والمسؤولية الاجتماعية

07 يونيو 2016

كل عام والامة الاسلامية تتمتع بثوب الصحة والعافية بقدوم شهررمضان الكريم والذي يحتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين بمشارق الارض ومغاربها، لما له من مكانة دينية واجتماعية كبيرة وحث عليه القرآن والسنة وذلك لما يحمله من مغانم ايمانية ودرجات ترفع بها كل من تنافس على الطاعات والحفاظ على الصلوات والنوافل والتروايح وصلة الارحام والصدقات وكلها اعمال تتضاعف بها الحسنات وفرصة ايمانية للتقرب لله والتخلص من الكثير من السلبيات والسلوكيات غير المرغوب فيها على المستوى الشخصى او العلاقات مع الاخرين وربما هناك مسؤولية اجتماعية قد تقع على الفرد من خلال كيفية استعداده الايماني والاجتماعي خلال هذا الشهر وكيفية استقباله بالطريقة الصحيحة التي يركز فيها على تغيير الكثير من العادات والسلوكيات الدينية والاجتماعية ويشعر انه مقصر بها بالدرجة الاولى في تعديل بعض السلوكيات وربما نركز هنا بالدرجة الاولى على دور الاسرة ومسؤوليتها الاجتماعية في التواصل الاجتماعي مابين افراد الاسرة الواحدة ومابين العائلة بشكل عام والحرص على التجمعات الاسرية والزيارات العائلية وبث العادات والقيم الاجتماعية في نفوس الابناء وحرصهم على التواصل الاجتماعي واحياء العديد من العادات الاجتماعية التي يقوم بها كبار العائلة من اجل الحفاظ على الاجواء والتلاحم الاسري بما يحفظ الكيان الاجتماعي والمجتمعي، ومحاولة التواصل خلال هذا الشهر الكريم لمواصلة العديد من العلاقات الاجتماعية بين الاسر التي حدثت بينها خلافات اسرية وانقطعت بالسنوات وراح ضحيتها الابناء وغيرهم من افراد الاسرة، ويليها التركيز الاجتماعي على الادوار الاجتماعية لدورالزوج والزوجة في الاسرة في ادارة المسؤوليات الاجتماعية مع الابناء والمنزل وفرصة كبيرة لغرس المسؤولية الاجتماعية من خلال ادوارهم ولا يتسنى لنا مسؤولية كل واحد منا على تجديد التواصل مع الجيران واعادة العديد من العادات الاجتماعية في الاتصال والتواصل، وغاب الكثير منها في ظل ضغوطات الحياة الاجتماعية وزحمة الحياة وكما يلعب كبار العائلة على التجمعات من خلال المجالس العائلية واستخدامها لتذكير الابناء والاجيال على ضرورة الالتزام بالحضور والتواصل لما لها من دور اجتماعي فعال وايجابي في التلاحم وزرع المسؤولية تجاه الفرد والعائلية من خلال مناقشة العديد من القضايا التي تلعبها هذه المجالس ومدى اهميتها بأسلوب الترغيب والاحتضان لما يحقق الحصانة الاولى للابناء من الالتزام بها في ظل ثقافة الانفتاح الثقافي والتكنولوجي، واختلطت العديد من الثقافات على عقول الابناء. ولا تغيب علينا مسؤوليتنا الانسانية والاجتماعية تجاه الخدم بالمنازل والرحمة بهم وتخفيف الاعباء النفسية والمنزلية عليهم واعطاء المسلمات منهم لممارسة العبادة وترغيب غير المسلمات منهم على الدعوة للاسلام من خلال بث القيم والعادات الاجتماعية التي يمتاز بها اهل قطر والاسرة العربية وتفوقت الكثير من العوائل في هذا الجانب، ونأمل خلال هذه الايام ان نحسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بما يعود على الامة الاسلامية بالخير وليس فقط في توصيل رسالة غير هادفة كالاسراف على موائد الطعام والهدف منها التباهي الاجتماعي وعرضها على السناب شات والانستغرام وغيرها ولنتذكر جيدا انها نعمة كبيرة وسوف نحاسب عليها امام الله اولاً ويليها هناك الكثير من الاسر تعاني من الفقر وشعوب دمرت اوطانها وماهو شعورهم حينما يرون هذه الصور وهذا الاسراف والاستهلاك ونأمل ان يكون رمضان فرصة للكثير من الازواج والزوجات المقبلين على خطوة الطلاق ان يعطوا انفسهم فرصة بعد مرور هذا الشهر وقوله تعالى (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) والزواج مسؤولية كلا منهم وحتى لايكون هناك ضحية يدفع ثمنها الكثير من اطراف العائلة وعلى رأسها الابناء ولذا نتمنى ان نحرص خلال هذا الشهرالكريم ليس فقط على الطاعات ولكن ان يكون رمضان فرصة للتغييرالنفسي والاجتماعي واحساسنا الكامل بالمسؤولية الاجتماعية تجاه انفسنا واسرنا وقضايا مجتمعاتنا العربية والتفاعل معها من خلال المبادرات الانسانية والاجتماعية والتطوعية والتفاعل معها بشكل عقلاني واجتماعي ونحن اهلا للتغيير الايجابي لما يعود بالفائدة على بيوتنا ومجتمعاتنا وتقبل الله طاعاتكم وسائر الاعمال.