28 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يدخل رجل ما مجلس الأنوار، وقد تغشته سحابة مظلمة، وتمكن هوى الشيطان من قلبه، يبحث في الوجوه عن محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ما أن التقت الأعين حتى نادى بصوته من غير أن تشغله اعتبارات اللباقة والذوق العام، قائلا: يا محمد، ائذن لي بالزنا، لحظة صمت مربكة، هل يعي هذا الرجل ما يقول؟ أم أن به مساً من جنون أو سكر؟ كيف يجرؤ أحد أن يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، والقرآن يؤكد على ألا يرفع أحد صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم — مجرد رفع الصوت مرفوض — لا أن يقول كلاما كهذا؟ هبَّ الصحابة لتقويم سلوك هذا الرجل، واشتعلت الغيرة في قلوبهم، فنادى بعضهم بإنزال أشد العقوبة عليه ليرتدع، ويكون عبرة لغيره من العصاة.ورغم شدة الموقف وصعوبته، لم يُغير النبي صلى الله عليه وسلم من حاله، ولم يرتبك ولم يتردد، أمرهم بالهدوء، ونادى الرجل ليقترب منه، فأدناه إلى موضع قريب، قريب جدا منه، حتى غبطه الصحابة عليه، ثم بدأ يحاوره بكلام عذب هادئ ليس فيه تهديد ولا تخويف، ما زجره ولا نهره، ولم يخبره حتى عن عذاب الله الذي يحل على الزناة العصاة، يسأله ويسمع منه ويناقشه بحكمة وموضوعية، لم يكتف بالحوار الهادئ هذا فحسب بل وضع يده الكريمة الشريفة على صدره ودعا له: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه" فكانت النتيجة على لسان راوي القصة الذي عاينها بنفسه"فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء".خذوها مني: ستنمو بذور الخير في نفوس البشر وتختفي الشرور إذا عاملنا المخطئين بهذه الطريقة.