27 أكتوبر 2025
تسجيليختلف الناس في رمضان وفقا لما يحملون من إيمان، فمنهم من يسأل أين سيقضي ليالي رمضان؟ وأي البرامج تستحق المتابعة؟ وغيرها من الخيارات المتشعبة والمضللة، ولا يلتفتون إلى استثمار هذه الأيام المباركة بتعظيم حرماته والتفرغ لما يرضي ربه ونفسه، فالحياة مدرسة يجب استخلاص الصالح منها لتعينه في حياته وبعد مماته، هناك أساتذة أفاضل وضعوا أروع الأسئلة من تجاربهم، ويطيب لي أن أذكر بها علها تنفع المؤمنين، وخاصة ونحن في شهر مضاعفة قبول الأعمال الصالحة، فما رأيكم في أن تشاركوني الاطلاع على خطة لاستثمار رمضان مطلعها تعلم أحكام الصيام حتى نعبد الله على علم ولا نقع في محظور ـ دعوة الأسر بالتقليل من مصاريف رمضان هذا العام– حث أقراننا بالبحث عن المساجد التي يوجد فيها من يعيننا بصوته على الخشوع في القيام- نذكر من حولنا أيهما أفضل إدمان الأفلام والمسلسلات أو الدوام على الذكر والقرآن والصلوات؟ وددت في هذا المقال الولوج إلى هذا الاتجاه الذي صد المؤمنين عن صلواتهم وانجرفوا نحو مشاهدة الأفلام والمسلسلات، ولن أختلق معارف آنية بما تعج به القنوات الفضائية بكل مشاربها، بل سأذكر بمقالة قيلت قبل أكثر من عشر سنوات، وهو مقال كتبه الدكتور مصطفى محمود يناقش فيه هجمة البرامج والمسلسلات المخصصة لشهر رمضان عنوانها "لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ؟" لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني؟ .يقول الدكتور مصطفى محمود وما أدراك من هو هذا الفيلسوف العربي العظيم؟ "كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة فوازير رمضان بينما يتابعها كل أصدقائي فكانت تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان وكانت تنهرنا بقولها، رمضان شهر عبادة مش فوازير، لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا في الدين لا فائدة منه".يقول مصطفى محمود "عندما كنت في أمريكا قابلت عاملا في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود في طريق عملي، وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس وجدت الرجل منهمكا في وضع أقفال على ثلاجة الخمور، فسألته لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة فأجابني: لأن قوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح، نظرت إليه مندهشا قائلا: أليست أمريكا دولة علمانية؟ لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟ قال الرجل "الاحترام".. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا. الخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية، لكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام، إنها مسألة احترام، فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام، وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف، اسكر وعربد لكن في يوم آخر، وإذا كان ذلك أسلوب حياتك فأنت حر، ولكن في هذا اليوم يحترم الجميع هذا الضيف وتضع الدولة قانونا له.إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء، ونحن على قناعة بأن إعلامنا نزع مفردة الاحترام من قاموسه. أتمنى أن نحترم شهر القرآن ونعرف ماذا نشاهد. قال تعالى "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" . وسلامتكم