14 سبتمبر 2025
تسجيلجرح كبير ينزف في القلب، وألم كل يوم يزداد من الاتجاه الذي تسير عليه قنواتنا العربية، بل وإعلامنا العربي، الاستهانة بالقيم والعادات والتقاليد النابعة من الدين الحنيف ومن أخلاقنا والتي نحاول بكل ما أوتينا من قوة المحافظة عليها من الانهيار والدفن تحت ركام تلك السقطات الإعلامية التي تقذفنا بكل ما هو سيئ ومقزز، ويغرس في أذهان وعقول الأبناء أن ما يبث على تلك القنوات من أفلام ومسلسلات هي الحقيقة وخاصة تلك التي أصبحت تركز على الغرائز والإباحية وتحليل كل ما هو محرم في الدين، واعتبار العلاقات العاطفية المحرمة بين الرجل والمرأة أمراً عادياً بل كان هناك الأكثر من ذلك بوجود ما يسيء إلى صلة الرحم في تلك العلاقات، بل إنهم أساؤوا إلى حكام وسلاطين كانت لهم فتوحاتهم وإنجازاتهم التي سطرها التاريخ من نور، ليكون هؤلاء الحكام رجالا لا تهمهم إلا النزوات والغراميات وغرف النوم والحريم! لدرجة لم يعد هناك أي احترام لهؤلاء بل استهزئ بهم وأصبح تهافت المخرجين وأصحاب الإنتاج التليفزيوني على الفوز بمثل هذه المهاترات حتى ينفذوها بأشكال مغرية للمشاهدة وهدفهم الأخير هو الربح حتى ولو كان على حساب القيم والمبادئ والأخلاق.ناهيك عن تلك السلوكيات السيئة والنماذج التي تسيء إلى الأب والأم والعائلة بأكملها عندما يعرض مسلسل ما يبرز ذلك التفكك الأسري والانفلات الأخلاقي في الأسرة، دون إيجاد الحلول لمثل هذه التصرفات وكأن الوضع سيظل هكذا، ولابد من تقبله والسير على خطاه.ألا يكفي أن التفكك الأسري أصبح سمة للمجتمع وخاصة بعد انتشار الهواتف النقالة وما تحتويه من خدمات، أنست الكثير من أفراد الأسر من حولهم، وحولتهم إلى آلات وأصابع تعمل بلا كلل ولا ملل طوال الوقت وعيون مركزة بكل انتباه على تلك الأجهزة، بل إنها أفقدت الأم دورها والأب وظيفته الأسرية، وكل ذلك على أمور أقل ما يقال إنها غير مهمة وقد لا يستفيد منها.إن تلك الأجهزة لم تعد فقط في أيدي الكبار بل كل طفل لا يقل عمره عن أربع سنوات يحملها، بغض النظر عما يقدم في صالات السينما التي قد يدخلها الصغار بعقل الكبار حتى ولو وضعوا ألف خط تحت عبارة "للكبار فقط"!!لقد ضاع الجيل بين الإعلام والتكنولوجيا وضاعت معه كل المبادئ والقيم والعادات التي تربت عليها الأجيال السابقة.لم يعد هناك احترام للوالدين وتقدير لهما ولا للمدرسين والمدرسات، ولا لكبار السن من الأقارب والمعارف إلا من رحم ربي.ومع كل هذا للأسف أصبحت العملية التعليمية غير ذات أهمية في نظر البعض بل إن الكثير من الطلاب والطالبات يتعاملون مع المدرسة وكأنها زيارة أو نزهة لمكان يلتقون فيه مع أصدقائهم! ورغم أننا لا يمكن أن نسحب هذا الكلام على الكل ولكن للأسف نقول الكثير منهم.إننا بحاجة ماسة إلى أن يدرك المسؤولون أن ليس كل ما يبث في القنوات صالحا للمشاهدة وأن للبيوت حرمة، وللقيم والمبادئ النابعة من ديننا الحنيف أساس لابد من احترامه وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.فالأخلاق هي التي تقوّم الأمم، وإذا ما انعدمت الأخلاق، فالأمة سوف يصيبها الاضمحلال ويصبح اللون الأسود المليء بالكذب والفساد هو السائد، فلنكن يداً واحدة في وجوه كل من يحاول أن يدمر هذه الأجيال ويسيء للأمة.