17 سبتمبر 2025

تسجيل

للتواصل وليست للعبث

07 يونيو 2015

لا يمكن النظر إلى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي بتنوعها بوصفها إيجابية أو سلبية في المجمل، وإنما بشكل محايد، فطريقة استخدامنا هي التي تحدّد هذا التأثير سواء كان إيجابياً أو سلبياً، وفي تغيير شخصيتنا للأفضل أو الأسوأ، وفي تطويرنا أو انعكاسها في علاقتنا بالمحيطين بنا، وكذلك على مستوى الأداء لدينا في أعمالنا أو في حياتنا العامة. في الفترة الأخيرة أستوقفني العديد من المواقف والحوادث التي كان (الاستخدام السيئ لبرامج التواصل الاجتماعي ) هو عمود الارتكاز فيها، فكلنا أو الكثير منا وصلته عبر برنامج الواتساب لقطات فيديو مسجلة لحادث مروري مروع، وكيف تعامل أحدهم مع الحادث بصورة مجردة من الإنسانية لاعتباره بأن الحادث وبما يحمله من لقطات صعب توثيقها عبارة عن سبق صحفي لا أقل ولا أكثر، وكأن البطولة ستسجل باسم من يروع أهل هذه الأرواح المصابة في الحادث، ولم يهتم نهائياً بترك التصوير ومساعدة الشباب في أزمتهم مع من كان يساعد من كل قلبه، هنا شاهدنا كيف يتلاعب البعض بمشاعر الآخرين، وينتهك أعراضهم بتصويرهم من خلال مشاهد تكسر حاجز الحريات المعروفة بل وتتعدى عليها. ومن فترة بسيطة تكرر حادث آخر ليس بالجديد ولكنه يتكرر لأنه ما زال لدينا في المجتمع أشخاص على استعداد تام لإعداد سيناريوهات متسلسلة لكل المشاهد التي تلتقطها عدسات هواتفهم النقالة، منتهكين حرمات الأشخاص وخصوصياتهم و حياتهم، أعني حادثة الطفل والسائق التي حملت الكثير والكثير من التأويل والتفسير، ولم تهتم من صورت الفيلم أو من شارك في نشره بمشاعر الطفل الذي لا حول له ولاقوة، ومشاعر أسرته التي أُجزم بأنها تفاجأت بالفيلم عبر شبكات التواصل الاجتماعي كالآخرين، ولنتساءل هل من حقنا تصوير الأشخاص أو أرقام السيارات أو وثائق الآخرين في حالة اكتشافنا لمشكلة ما مهما كانت؟أليس بالجدير بنا أن نتواصل مع الجهات الأمنية والمعنية في الدولة والتي ستقوم بواجبها على أكمل وجه في التعامل مع أي مشكلة كانت، مع ضرورة اعتبار بعض المواد المصورة كوثيقة وليس بهدف التشهير وهنا الفرق!! لنرتق في طريقة استخدامنا لهذه الثورة التكنولوجية ونسخرها في صالحنا، ونتحرى الصدق والدقة والأمانة في كل ما نلتقط ونكتب ونسجل بل وننشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي بات استخدامها متوافراً و سهلاً لدى الجميع، ولنعد استخدام هذه الشبكات للتواصل الاجتماعي الراقي والبناء ونقل العلم والمعرفة وليس للعبث بمشاعر الآخرين والتعدي على حرياتهم والله من وراء القصد.