14 سبتمبر 2025
تسجيليقول العلم إن الهواء والماء هما العنصران اللذان لا تتحقق الحياة للبشر إلا بهما، وهذه حقيقة علمية يعرفها الجميع من البشر تقريبا، ولكن ما لا يعرفه الجميع أن الحب هو العنصر الثالث الذي لا بد أن يمتزج مع الهواء والماء كي يشعر الإنسان بطعم هذه الحياة الحقيقي، والذي يجعل لها المعنى ويكسبها القيمة. إنه الطاقة التي تحركنا وتنعشنا، وتغير أسلوب تعاملنا مع كل ما حولنا من أشياء. وهو الجمال الخفي الذي يغير ملامحنا ويكسوها بالقبول، فالحب الذي يتغلغل في خلايا البشر ويغمرها كفيل بأن يغير من رؤيتهم ويجعلهم يتقبلون الحياة بأفراحها وآلامها بكل رحابة صدر. إنه المشاعر الفياضة والفرصة الحقيقية ليصبح الإنسان أجمل وأرقى وأنقى، ولا يمكن أن نتخيل كمية القدرة على إنتاج كل ما هو إيجابي التي يمكن أن يحركها الحب، فالحب وحده هو من يزج بالإنسان في حياة الحياة. في رحلة صيف سابقة وفي الطائرة كانت تجلس على المقعد الذي بجانبي سيدة عربية تجاوزت الستين من العمر، وفي لحظات الصمت التفتت لتسألني عن البلاد التي أنتمي إليها، ثم بدأنا نتبادل الأحايث، فأعلمتني بأنها دائما ما تسافر هي وزوجها لزيارة ابنيهما في هذا البلد الأجنبي الذي تحب روعته. وقد كانت السيدة تتحدث بعفوية وطلاقة عن حياتها، وإنها تحب بيتها والطريق الذي يؤدي إليه، وطالما أحبت عملها الذي تقاعدت منه منذ سنوات، تحب أبناءها وأحفادها، ولديها جيران تحب زيارتهم، ولديها صديقات تحب أن تجتمع معهن أسبوعيا، تحب كل الفصول، وتحب كل الألوان، وكل أنواع الطعام، وتحب، وتحب ولا تتكلم إلإ بلغة الحب، أو لغة السلام مع النفس والسعادة، كما رأيتها واضحة تلمع في عينيها. فقد لاحظت بقوة بأن طيات كلماتها لم تتضمن أي مشاعر سلبية، ولا كلمة كراهية ولا أحد مرادفاتها، إنها تتحرك بالحب وتحيا به، فلم أشعر مع الحديث معها ما مر بنا من ساعات السفر التي طالما عانيت بطئها الممل، فحتى البشر الذين يبثون الحب ينقلون إلينا طاقتهم الإيجابية التي تؤثر بنا وتجعلنا نبتسم ونشعر بأهمية أن نحيا بالحب، وأيضا يستطيعون أن يطبعوا في ذاكرتنا صورة لهم تعجز ذاكرتنا أن تمحوها وتنساهم. ولو فكرنا قليلا في مشاعرنا ومشاكلنا الحياتية، لوجدنا حقا أنه الحب هو الذي يستطيع أن يسعدنا ويشفي داخلنا، ويعطينا الراحة. جرب أن تحب كل شيء في حياتك، جرب ألا تكره وألا تحقد، جرب أن تنهي بالحب كل ما يؤرقك من مشكلات الحياة، وستشعر بالنتيجة المذهلة حين تنبعث لك الابتسامة والسعادة وسط كل المعاناة والآلام، إنه البلسم السحري الذي يغير حياة البشر، ويعيد الشباب لتجاعيد الحياة. قد تكون المهمة صعبة، ولكن ما علينا سوى أن نسعى لأن نتعلم..لغة الحب. ملاحظة سوف تتوقف مقالاتي لفترة الإجازة الصيفية، شكري وتقديري لكل من تواصل معي، وليس هناك أجمل من أن يكون (لغة الحب) آخر مقال، قبل أن نلتقي إن شاء الله بعد الصيف بكل الحب، آملة للجميع إجازة صيف رائعة وآمنة. [email protected]