15 سبتمبر 2025

تسجيل

ترتيب الأولويات وإعادة التربية!

07 مايو 2020

اكتشفنا خلال هذه الفترة وخلال الجائحة - بعدما تخطت مراحل لكونها أزمة- إننا يمكن أن نعيش على أبسط الأمور والأشياء والضرورية، وأن ما يقبع في الخزائن من ملابس سهرات وخروج! وكم من عدد العبايات المبالغ في سعرها! ناهيكم عن حقائب اليد صعبة المنال وغيرها! والمجوهرات الثمينة والإكسسوارات، وكم الأحذية أجلكم الله- والعطور الباريسية والعربية وعلب المكياج والكريمات التي تنتهي صلاحيتها بعد شهور من فتحها..! وغيرها من كماليات لم يعد لها قيمة واستعمال إلا ما ندر جدا خلال هذه الفترة اكتشفنا كم التبذير والإسراف واللهث خلف عقول تروج لكل تلك الماديات والكماليات ! اكتشفنا أننا ممكن أن نعيش على الضروريات، وأبسط الأمور الأساسية في الملبس والمأكل بعيدا عن طلبات المطاعم والخروج للمقاهي والمجمعات، التمتع والحياة والاستمتاع باحتساء القهوة العربية مع تمر، والاستمتاع بأكل ساندويش بخبز و جبن مع شاي الكرك المنزلي، والتلذذ بأكل السلطات من التبولة والسلطة المنزلية، والاستمتاع بطبخ الأكلات الشعبية وغيرها من أطباق والتلذذ بطبخها وتذوقها، بعيدا عن مطاعم واطباق خيالية السعر وقليلة الكمية والفائدة! اكتشفنا أن الجلوس بالمنزل متعة وراحة بالحوار والنقاش وحتى إن ارتفعت حدة النقاش وبعض المشاجرات والاختلافات، إلا أنها تعلم البعض لغة الحوار ولغة الصمت والإنصات في الوقت المناسب والتمتع بالحديث بعيدا عن الأجهزة الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، اكتشفنا كم العناوين وأغلفة الكتب التي تصطف على أرفف مكتبة البيت، ولم نكن نجد وقتا لتصفحها ولقراءتها ومشاركة المعلومات والاحداث..والخبرات والسير الذاتية في جلسات الحوار..واكتشفنا أهمية العودة والتواجد بالبيت مبكرا وساعات أكثر؛ بعدما كانت ساعات الخروج أكثر من ساعات التواجد في المنزل الذي تحول لدى البعض الى فندق للعودة ليلا والنوم !! اكتشفنا خلال هذه الفترة.. معنى وقيمة الالتفات للذات والأعماق، والاعتناء بهما روحيا ودينيا وتأملًا. وترتيب أولويات كثيرة..والأهم حب الذات والاعتناء بها من كم الانشغالات والضجيج والهرولة التي كانت..وتصفية كثير من السلبيات والأفكار وإزاحتها بعيدا بل التخلص منها نهائيا.. الكرة الأرضية تنفست الصعداء والنقاء والسلامة من كم عدد المصانع، وكم الضجيج، وكم التلوث، وكم الظلم والفساد والقهر الذي طال دولا وبشرا !! الطبيعة أعلنت السكون والهدوء والعودة لمعنى الطبيعة والحياة البسيطة..والتصالح والسلام والمشاركة والتكامل.. هذه الظروف قد تتطلب قرارات استثنائية من كثير من الحكومات في دول العالم على المستوى الصحي وعلى المستوى الاجتماعي وعلى المستوى الاقتصادي من استغناءات وتسريح عن الاعمال والوظائف وتقليص عدد العاملين في ظل ظرف اقتصادي عالمي يتطلب تحقيق توازن في ميزانيات الدول، وبقدر ما يكون مثل هذه القرارات صعبة على الطرفين جهة العمل والموظف بقدر ما يكون اليقين بالله بأن من اغلق بابا قادر على أن يفتح باب رزق أيا كان وفي أي مكان.. آخر جرة قلم: كثير من الناس كانوا بحاجة إلى إعادة تربية وإعادة تدريب وإعادة تأهيل على كثير من الأمور والأعمال الأساسية والضرورية والأخلاقية، خاصة في ظل هذه الظروف من المهم التخطيط والتدبير والاحتياط.." فالقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.." والأهم وضع الأمور في نصابها ومكانها، ودور كل فرد من أفراد الأسرة صغيرا كان أو كبيرا، نساء ورجال، واكتشفنا أن الصحة والسلامة والأمن والأمان والقيادة الرشيدة المطلب العالمي الذي يشترك فيه سكان العالم..بمختلف مستوياتهم وجنسياتهم وأعراقهم.