19 سبتمبر 2025
تسجيلارتبط عند الإنسان مفهوم العبودية بأصحاب البشرة السوداء وذلك لما اشتهر في العصور القديمة من تجارة الرق وارتباط العبودية بعلاقة المملوك بالمالك.. واشتهر بعد ذلك إسقاط هذا الوصف في التعبير السياسي الواصف للعلاقة الظالمة بين الأنظمة الاستبدادية وشعبها.. إلى أن وصل استخدام هذا التعبير في علم النفس والتطوير الذاتي وذلك في وصف الحدود التي يبنيها الإنسان لنفسه سواء من مشاعر سلبية كالخوف أو الشعور بعدم القدرة او ما يواجهه من تحديات في واقعه تجلعه يستسلم حيالها من مواصلة طريقه والاستسلام في البقاء ماكثاً مكانه. وهناك أيضاً وصف آخر للعبودية وهي مشاعر الرغبة السلبية في الحصول على شيء ما، كمنصب أو هدف مادي وغيره، طامعاً بالحصول عليه وان لم تتهيأ الظروف لذلك. وتراه أحيانا ساكنًا ينتظر حدوث معجزة وأحياناً تدفعه هذه الرغبة السلبية إلى السعي للحصول على ما يريد غير مبال بالطرق. وقفة تأمل يقول الشيخ أحمد بن عطاء الله (أنْتَ حُرٌّ مِمَّا أنْتَ عَنْهُ آيِسٌ، وَعَبْدٌ لِمَا أنْتَ لَهُ طَامِعٌ) أي أنك حر مما تركت، مما لم يشغل من نفسك وطاقتك اكثر مما يتطلب من اهتمام، وانت عبد لما وليته عكس ذلك من قيمة ذهنية وجسدية. ولكن هل يستطيع الإنسان ان يحدد لنفسه هدفًا ولا يطمع بتحقيقه؟ ولا يشغل باله ليل نهار.. أليس في نظرية الترك هذه نقيض لبعض نظريات النجاح والاداء الخارق لتحقيق الأهداف ؟ علينا ان نفرق بين النظريتين، نظرية الاداء الخارق التي تنادي بالعمل ليل نهار لتحقيق الأهداف، ونظرية الترك في هذا السياق والتي تنادي بالترك بعد تحقيق الأسباب اي بعد العمل الجاد المتطلب لتحقيق هدفك. ونتاج كلتي النظريتين متوقف على أسباب عدة منها ما هو خارج عن إرادتك. فلذلك التسليم مهم جداً لأنه سيمكننا بعد ذلك من تحليل الأسباب التي أدت إلى ما حدث بحيادية وبدون أحقاد ومشاعر سلبية تتشكل بسبب الطمع الذي يجعلك عبداً أعمى لا يستطيع حتى أن يتقبل النتيجة ويتعلم منها أو حتى أن يأخذ مسؤولية ما يحدث له ويمضي قدماً.. أستودعكم يقول الكاتب فيكتور فرانكل "كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان، ماعدا شيئا واحدا حريته في اتخاذ موقف محدد في ظروف معينة، حريته في اختيار طريقه الخاص" تحرر من العبودية والمقاومة. تعلم مما مر بك، واختر طريقك . [email protected]