17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي تقريبا 100 يوم، منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دفة الحكم في المملكة العربية السعودية. 100 يوم أحسسنا معها بروح جديدة تسري في خليجنا، بل بدأنا نشاهد مواقف حازمة تنتصر للمواطن لم نشهدها من قبل. لن أتحدث عن التغييرات السياسية الخارجية، التي تابعنا تفاصيلها وهي تنعكس على قضايانا القومية المصيرية، كالملف اليمني مثلا، والذي كنا ننتظرها بفارغ الصبر حتى جاءت “عاصفة الحزم”، وما زلنا بانتظار الحزم والحسم فيا يتعلق بالتهديد الإيراني المستمر لدولنا في سوريا والعراق ولبنان والقائمة تطول!الحديث هو عن مفهوم الحزم في التعاطي مع الإصلاحات الداخلية في دولنا الخليجية. خلال الأشهر الثلاثة التي مضت شهدنا إعفاء ثلاثة مسؤولين سعوديين كبار من مناصبهم، اثنان منهم كان بسبب تعاملهم غير الحضاري مع المواطنين، وهذا في حد ذاته رسالة تحمل مفهوما جديدا لم نألفه كثيرا داخل دهاليز الحكم في دولنا الخليجية.للأسف الشديد، تعودنا على الإبقاء على المسؤول أيا ما كانت رتبته وزيرا أو مستشارا، حتى لو كان فاسدا!كنا نشاهد في الغرب استقالات بعض الوزراء والمسؤولين لأسباب مختلفة، بعضها متعلق بالفساد الإداري والمالي وبعضها أخلاقي، لكن حقيقة قلّ أن شاهدنا عزل مسؤول هنا أو هناك في دولنا الخليجية، حيث دائما هناك “الإمساك بالمعروف” حتى لو كان المسؤول "حراميا"؟!لا يمكن الإبقاء على أي مسؤول تثبت عليه قضايا فساد أيا كان نوعها.بل ما هو أقل من الفساد كسوء الإدارة أو الهدر المالي مثلا!كما لا يمكن السماح لأي مسؤول بأن تكون له سلطة مطلقة، لا يُسأل عما يفعل، لأننا بذلك نكون قد بذرنا فيه وفي أمثاله بذرة الفساد والاستبداد.للأسف تعودنا في دولنا بأن هناك أسماء لا يمكن أن يطالها القانون ولا العدالة، حتى لو سرقت خزينة الدولة ومن يحرسها؟!تلك الرخاوة والتعامل الطيّب جدا مع لصوص المال العام مثلا، تسبب بنمو وتكاثر بكتيريا ضارة جدا في مجتمعاتنا، بدأت (بكبار الموظفين) ووصلت مؤخرا إلى (صغارهم)!!إذا كانت دولنا جادة بالفعل في مشروعها السياسي التغييري الخارجي، خاصة فيما يتعلق بالتعاطي الحازم مع المشروع الإيراني في المنطقة، كأجندة وطوابير خامسة، أو كسلاح نووي إيراني، فإن عليها أن توجه ذلك الحزم إلى الداخل أيضا، لأن القوة تنبع من الداخل قبل الخارج.على دول الخليج أن تضمن لنفسها صمودا داخليا تجاه عواصف التغيير وسنن الله الغلابة، والتي إن لم تتعاطى معها دولنا وفق النواميس الكونية، فإنها تحكم على نفسها بالزوال.إعزاز المواطن، وتقريب البطانة الصالحة، والتخلص من بطانات السوء وأصحاب المصالح الفاسدة، أمور جوهرية لتحقيق التغيير.دولنا بحاجة للمواصلة في تعزيز تلك المفاهيم الجديدة التي بدأنا نسمعها، من الاستبدال السريع بالأصلح، والتخلص من البطانات أيا كان قربها إذا ثبُت عدم صلاحها.القرب من الشعوب ومزاجها العام المحافظ، معيار ضروري يرفع من قيمة الحاكم، لطالما حاولت وسعت البطانة الفاسدة لاستبداله، حيث وضعت نفسها مقام الشعب وبأنها مصدر موثوق لنبض الشارع، وهي كاذبة لا تمثل إلا نفسها ومصالحها!من الرائع جدا لو بدأنا نشعر بتلك الروح وبتلك المفاهيم تجري في جسد أنظمتنا الخليجية، لتتخلص من إرث بطانات ومستشارين كانوا وما زالوا يمارسون التضليل والتشويه لسمعة الحاكم بسبب أفعالهم ونَهمهم في تحقيق مصالحهم ومصالح المقربين منهم، حتى لو ذهب الوطن إلى الجحيم؟!