16 سبتمبر 2025

تسجيل

سمعة بلادنا

07 مايو 2015

الدخول في عالم الكبار أمر محفوف بالمخاطر، وهو يتطلب شجاعة وقوة وثباتا، فالأمر ليس بالهين بل هو مصير وتحديد مستقبل ويحتاج لإرادة قوية وتحمل الالآم والصبر الحقيقي، وهذا الكلام ينطبق على دولتنا الغالية قطر التي أبت ان تكون على هامش الحياة، بل عزمت بفضل قيادتها وثقتها بقدراتها ان تبرز كدولة مؤثرة في كافة المجالات وهو أمر أبداً ليس بالهين. ولكن ليس بالمستحيل أيضاً.. ونحن نرى بأن مخططات قد تكون وراءها دول تعمل جاهدة لعرقلة المسيرة وبالتالي فإن دولتنا بحاجة الى دعم ونصرة ابنائها لمواجهة الصعاب وتحقيق المرجو. فيجب علينا كل من موقعه ومهما كان منصبه ان يكون حذراً من وجود فراغات قد تكون آثارها سلبية على دولتنا وطموحها. ولعل أكبر دليل هو ملف كأس العالم 2022 هذه البطولة العالمية التي سعت إليها الدولة ونجحت في انتزاعها من بين فكي ومخالب دول كبيرة وعريقة. وكيف قامت بعض الجهات بمحاولة تشويه سمعة البلاد عالمياً لسحب هذا الانجاز من أيدينا. ومن أهم تلك الملفات ملف العمالة وقد بذلت الدولة ومسؤولو ملف كأس العالم جهودا كبيرة لتبرئة ساحة قطر وقد نجحت مبدئيا. لكن هذا لا يعني بأن هناك أيادي خفية لاتزال تحاول تقويض هذا الانجاز. ومغزى الكلام بأنه لا تهاون في الانتباه إلى كافة الأمور وألا نبني خطواتنا واجراءاتنا كرد فعل بل استباق الأحداث بإجراءات وقائية. صحيح ان الصورة العالمية للدولة مهمة لكن الأهم ان تكون الصورة صحيحة. فالعملية ليست مدينة عمالية وتغطية الاعلام الفرنسي لها وسفرة عمرة لعمال البلدية ولكن السؤال هل بالفعل أخذ العمال البسطاء حقوقهم بالفعل.هل قامت إدارة العمل بعمل استبيان والاجتماع مع العمال لفهم مشاكلهم؟ هل زارت مساكنهم كاجراء رقابي ورأتهم كيف يعيشون؟ هل تأكدت بأن لديهم ضمانا صحيا أو طبيبا أو مركزا يتعاملون معه وهل تمت مراقبة أجورهم بدقة وبدل العمل الاضافي؟ وهل تم التأكد من عقودهم؟ هل هي صحيحة ام لا؟ فإذا اعتقدنا بأن المسألة انتهت فهي لم تنته بعد وإنما لا يزال جمر تحت الرماد قد يشتعل في أي لحظة ولذا أقول لا مجال للاستهانة ولا يزال الدرب طويلاً وهي مسؤولية القطاعين الخاص والحكومي. وعلى اللجنة المنظمة ان تكون صاحية لكل شاردة وواردة والله يعين أعضاءها على مسؤولياتهم الجسيمة. وأذكّر بأن سمعة بلادنا على المحك وفي رقبة كل واحد فينا.. فالنجاح بحاجة الى الكثير من العمل المخلص والحذر.