19 أكتوبر 2025
تسجيلووري الثرى الى مثواه الاخير الوجيه خالد بن عبدالله العطية رحمه الله تعالى يوم "الجمعة" الماضي الموافق 2 مايو 2014م، وبرحيله الدنياالى الدار الاخرة تكون قطر قد فقدت احد اكرم رجالاتها، فالفقيد الغالي الذي ولد في الدوحة سنة 1926، رجل من اكرم الرجال الذين عاشوا على هذه الارض الطيبة.. ومنارة في التمسك بالشرع والدين ومشهود له بين اترابه وكل من عاشره بالعقل الحكيم.للفقيد خالد بن عبدالله العطية بصماته الكثيرة وأياديه البيضاء في العمل الخيري والإنساني، اسهم بانشاء العديد من المشاريع التي اصبحت لها بصمات في تنمية وتطوير البلاد في كافة المجالات العقارية، والتجارية والنفطية والخدماتية.خالد بن عبدالله العطية أول وزير للاشغال العامة في دولة قطر، تولى الوزارة سنة 1972، ومن اوائل من اسهم في وضع حجر اساس الدولة الحديثة، يمتلك مخزونا كبيرا من المعلومات فهو ضليع في علم الانساب، ودقيق في المواقع الجغرافية وبيئتها، وتركيبتها السكانية البشرية، وله قدرة على حفظ الأسماء وسرد الوقائع بتواريخها واسباب حدوثها.الفقيد الراحل من الذين قدموا لهذا الوطن الكثير، وبذلوا من الجهد الذي سيسجل لهم في ذاكرة الوطن بكل فخر واعتزاز. هو من الوجهاء ومن أهل الحل والعقد المعدودين في دولة قطر، كان مجلسه مفتوحا للجميع، وكان حريصا على اكرام ضيوفه والاعتزاز بهم، سواء كانوا من داخل قطر او من خارجها، وهذه سمة من سماته رحمه الله. كان صدره مفتوحا للجميع وقد حضرت مرارا وتكرارا مداولاته مع رواد مجلسه ويهتم بمن لديه موضوع شائك للنقاش سواء في قضية سياسية او اجتماعية او غير ذلك ويمتلك وسيلة الاقناع التي يتفنن بها، وكان يهتم دائما بتاريخ قطر ولي معه مداولات ودائما ما يحث المحاورين معه على توثيق تاريخ قطر الصحيح وأهلها الأصليين.تعرف عائلتنا الوالد الراحل من خلال الجيرة حيث كان جدي عبدالعزيز بن حسن زياره "رحمه الله" خطيب وامام "مسجد الريان القديم" الذي يؤمه شيوخ واعيان رجال قطر، وكان الفقيد احد رواده وقريبا منه ويعرفه جيدا، وقد خط لنا وثيقة تاريخية مهمة بعد وفاة "عبدالعزيز" تفيد بشراء والدنا من والده الوجيه عبدالله بن عبدالله العطية سفينة "جلبوت" خلال عقد الثلاثين من القرن الماضي ونحن نحتفظ بهذه الوثيقة كونها عزيزة علينا ومن رجل لا يعرف المجاملة ويضع ميزانا للحق لا يحيد عنه.في الفترة الاخيرة عندما بدأ المرض يشتد عليه لكبر سنه قللنا من زيارة مجلسه خاصة بعد ابتعاده عن الأوساط الاجتماعية حتى وفاته، الا ان ذكراه ستظل في القلوب بسبب مكانته بين الناس وحبه لهم.. رحم الله الوالد الفقيد، واسكنه فسيح جنانه والهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.رحيل الفقيد خالد بن عبدالله العطية يدفعنا للمطالبة بتسجيل سيرته العطرة في كتاب توثيقي ضمن مسابقة "اعلام من قطر" فتاريخه الحافل يحكي قصة من قصص وحكايات رجالات قطر المخلصين والمؤثرين.. وسلامتكم.