03 أكتوبر 2025
تسجيلهناك أناس في العالم يعملون باخلاص لنشر فكر وثقافة الصحافة كونها المحرك الاساسي لقضايا المجتمع. هؤلاء المخلصون دأبوا على ترسيخ مكنونات هذه المهنة التي لا تخضع لسيطرة السلطة إلا فيما يخص مصالحها وهي في ذات الوقت لا تستغني عن تأثيرها النافذ في الدفاع عن قضايا الوطن وتوجيه الرأي العام.. وما يدعونا للانشراح وجود من يمسك زمام الارادة بالدفاع عن حرية الاعلام في العالم العربي والذي سيتجسد خلال الملتقى الثاني الذي سيعقد في الكويت يوم 18 مايو الجاري تزامنا مع المؤتمر العالمي لحرية الصحافة لمعهد الصحافة الدولي في نهاية هذا الشهر. المعنيون بتنظيم الملتقى هم من مركز حماية وحرية الصحفيين الذي يعد أول مؤسسات المجتمع المدني العربية التي تبادر إلى تنظيم أول ملتقى دولي للمدافعين عن حرية الإعلام لبحث مواضيع ذات علاقة من ابرزها ما صنعه الربيع العربي في الإعلام.. هذا الملتقى ومنذ انطلاقة دورته الاولى في عمان في ديسمبر عام 2011 أكد حقيقة اساسية هي أن زمن الانتهاكات الواقع على الإعلام لم ينته، وأن الاستهداف ومحاولات فرض الوصاية على الصحافة وخاصة المستقلة ربما تأخذ اشكالاً جديدة، ولكنها حتماً لم ولن تتوقف.. وأن الإعلام والصحافة على وجه التحديد ليس أكثر من “مجهر” يسلط الضوء على ما يحدث، وربما يسهم في تحفيز الجدل ويصبح مـُكبراً لصوت الناس. يزعجنا كثيرا ان نكون هنا في قطر في ذيل قائمة حرية الصحافة على مستوى العالم.. نندهش حقا من تصدي ذوي النفوذ بالوقوف صفا واحدا لافشال اي محاولة تسمح حتى بناد يضم شمل هذه الفئة المهملة من ابناء الوطن، ونتساءل لماذا لم نتحرك حتى الان بما يكفي لبناء منظومة مجتمعية تدافع عن حرية الإعلام داخليا وليس بانشاء مركز منفصل عن الواقع؟ لماذا لم تبذل المؤسسات الحقوقية جهوداً كافية ليصبح الدفاع عن حرية الإعلام واستقلاليته وأمن وسلامة الصحفيين لدينا أولوية في عملهم. الاعلام ولنقل الصحافة فتحت أبواباً جديدة بعد الربيع العربي واقتربت اكثر من نبض الناس، وتحرر نسبياً من سيطرة السلطة السياسية والأمنية، وأصبح المواطن العربي يشعر بأنه صار شريكاً في صناعة المحتوى الإعلامي.. الا عندنا مازلنا في شد وجذب عناوينها مختلفة لكنها تقود إلى ذات النتائج التي تعود بنا الى عام 1975م.