30 أكتوبر 2025
تسجيلبليلٍ موحشٍ هادي.. أنيسي ساطعٍ غطّاه سحابٍ ناض برقه.. وانعش الخافق وسلاّني سحاب ونسمةٍ ذعذع هواها.. والمطر يشعاه ورش القاع واشجاني.. وضوء البدر يشعاني سليت وسر بالي.. شوف ضوحه في شرايط ماه سعدت بمنظره وآنا.. لنور البدر شفقاني شفوقٍ طامعٍ في شوف بدرٍ ضمني بحماه تمنيته معي في موقفي.. مع بدري الثاني تمنّيته معي حيثه.. شبيه البدر، لا والله؟؟ بدرنا كاملٍ ناصح.. عزيز الجاه والشاني خمسة أبيات كتبتها عام 1967م، لها قصة كغيرها من قصائدي وكتاباتي المتواضعة.. كما أن لإعادة نشرها اليوم قصة أخرى سعدت بها مع سعادتي بسفري في الأيام القليلة الماضية مع من التقيت بهم من الشعراء المشاركين في (مهرجان أوزان) والمدعوين، للمنظمين الشكر والتحية، وأخص بها الشاعر عبدالحميد الديحاني والشاعر عبدالعزيز السعدي والشاعر ياسر المشيفري ورفاقهم الكرام. أما القصة أو السبب الذي أنشر من أجله الأبيات فقد أسمعتهم بعضا ممن سعدنا بحضورهم كما أسمعونا من إبداعاتهم الرائعة شعراً.. ولاحظت أنه قد لفت انتباه أحد الأعزاء ذكري لتاريخ كتابة الأبيات.. وقوله إن الحداثة في كتابة ونظم الشعر النبطي ليس كما يدعي بعض كتاب شعر اليوم أو السنوات الأخيرة شعراء الحداثة، ودار الحديث حول الحداثة والتقليدي حول ما يدعي البعض وانتهت القصة. أما رأيي الذي أكرره دائماً فإن الشعر النبطي العمودي هو واحدٍ ومن حاول أن يقسمه فهو مخطئ.. وليس لمسمى الشعر الحديث دخلٌ في هذا النوع من الشعر بل هو لما يسمّى بالشعر الحر المحرر من القافية.. وبحور الشعر العمودي. وقد دخل كتاب الشعر الفصيح مع كتابه في خلافات في بداية انتشاره بالثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي 1930م، تقريباً على أنه وافد ودخيل على ديوان العرب.. إلاّ أن كتابه ومتذوقيه قد فرضوا ذايقته على بعض الجماهير العربية، هذا ملخص عن مسمى الحداثة في الشعر. أما الثقافة في كتابة الشعر النبطي فهي رفيقة شعراء العرب فصيحاً كان أو "نبطيا" وعلى الباحث عن ذلك مراجعة بعض دواوين الشعراء القدامى وأذكر منهم الشاعر الكويتي عبدالله الفرج واضرب مثلاً بهذا البيت: جرى الدمع من عيني على الخد وانتثر وبيّح بسدّي يا هلي دمعي الجاري وغيره مما نظمه الشعراء القدامى.. وليس عيباً أن يطلق على أي شاعر أنه شاعر تقليدي.. وهذا ما سماه قدامى المثقفين للشعر العمودي على أن الحديث هو "الحر" ولو جزأنا الشعر النبطي كما يدعي البعض من تقليدي وحديث لأصبح لهذا الشعر عشرات المسميات من الحديث والتقليدي، فلكل عقدين أو ثلاثة عقود سيدعي المدعي بأن ما سبقه هو تقليدي وما يكتبه هو الحداثة.. وما يلاحظ من مستجدات في الجمل والمفردات في صياغة المبدعين في كتابة الشعر هو ما تفرضه معطيات الحياة من تطوير في أدوات الشاعر الذي يستخدمها خدمة لتميزه مما وهبه الله من موهبة الشعر.. ولكل مجتهد نصيبه.. أرجو أنني قد وفقت في اجتهادي هذا.