12 سبتمبر 2025
تسجيلما يحدث على أرض الواقع منذ سنتين تقريبا وما أسماه الكثير من الاعلاميين والكتاب بالربيع العربى، الذى هز كيان وفكر كل منا على زلزلة كراسى وملوك أمام نصب أعيننا ولم يكن أحد منا يفكر أن تأتى هذه اللحظات على التوالى بهذا الخط الزمنى السريع والذى أثار نصب أذهاننا وأبصارنا نحو كل هذه الأحداث التى أذهلتنا جميعا وردود أفعال الشعوب التى ثارت بها هذه الثورات وثقافتهم فى كيفية التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وان فى أسوأ المحن وهى أثناء الثورات وتعتبر أصعبها، وخاصة تعتبر الثورات هى مرحلة انتقالية من فترة إلى أخرى أسوأ تحتاج مزيدا من الوقت حتى تقف على أرجلها من جديد وربما يدفع ثمنها الكثير والكثير من هذه الشعوب ولو تحدثنا بالأخص فى هذا الجانب سنخص ثقافة الشعب المصرى الرائد فى الفكاهة الترفيهية وهم فى أشد ظروفهم من كافة النواحى ورغم ذلك أبهر العالم بالروح الخفيفة والفكاهة التى تحمل كل طبقات وفئات الشعب المصرى والتى يحضر إليها حشد من السياح على مستوى العالم ليتعايشوا لحظات مع خفة ظلهم، وتتعجب من الكثير حينما تنصت لكلمات وجمل متكررة من الكثير من زملائنا انه حينما يقرر فى الصيف السفر الى الخارج فتسمع منه أنه سيسافر الى اوروبا ثم القاهرة وعندما قمت بالسؤال لأكثر من شخص فى مكان واحد فيقول لك نذهب لأوروبا للطبيعة والجو البارد ومنها إلى القاهرة لنشعر بالروح الفعلية عند التحدث مع المصريين فى الشوارع والمقاهى وان أى شخص يشرب من مياه النيل لابد من العودة لها كل عام، والحياة فى مصر مدرسة فعلية مابين شرائح المجتمع وبالفعل كل شريحة من شرائح المجتمع تحمل فى ثوبها ثقافة وقيما معينة تتعلم منها الكثير طوال فترة اقامتك سواء كنت زائرا أو سائحا أو طالب دراسة من خلال المعاملات اليومية والاحتكاك المباشر بالشعب وابتداء من السائق الذى تركب معه تجده ملما بثقافة غير عادية عن تاريخ مصر والرؤساء الذى تولوا زمام الحكم فى مصر ورؤيته وتحليله للأحداث السياسية ويقنعك بها بشكل مدرك واع للأحداث مصاحب بفكاهة جميلة وتنتقل إلى الركوب مع آخر تسمع منظورا ثقافيا مؤيدا أو معارضا وبأسلوب آخر يذهلك بنمط فكره رغم مؤهله المتوسط وربما يكون أعلى أو أقل والأجمل إذا سألك أنت من أى دولة وترد عليه يسرد لك أحداثا أنت لم تعلمها كمواطن فى بلادك فتنبهر، وعندما تحتك معهم بالشارع أو الكافيهات تتعرف على الكثير من السلوكيات والقيم المتعددة وخاصة مع مراحل شبابية متعددة ولكن لديهم وعى ثقافى وسياسى غير طبيعى واحساسهم بالدور الفعلى لهم كمساهمين فى التنمية الثقافية والاقتصادية فى ظل ظروف اقتصادية عادية ورغم ذلك لاتتوقف نهضتهم الفكرية والثقافية لشعب ملم بالثقافة فى رفعة الوطن أيا كانت الظروف الاقتصادية التى يمرون بها لا تؤثر عليهم وعلى خططهم المستقبلية وما حدث فى ثورتهم الأخيرة وأبهر العالم بوقفتهم وآرائهم المتعددة وايمانهم القوى بدورهم الفعلى من تخصص كل منهم فى مجاله العلمى والعملى وتقديمه لمصر بدون مقابل وهمهم الوحيد هو مصر ومستقبل مصر جعل كل منا يراجع حساباته من جديد فى ظل ما توافر لبلادى من امكانات مادية وثقافية فكيف أسخرها مثلما سخر المصريون ثقافتهم فى ظل أزمة كبيرة تمر بها مصر ورغم انه لا توجد هناك علامات للتفاؤل فى الواقع لديهم فانهم يصنعونه من أنفسهم بالقراءة والاطلاع والمشاركات والأحزاب السياسية والثقافية المتعددة وحينما درست بينهم فكانت بالنسبة لى نقلة فعلية فى الفكر والوعى وتعلمت الكثير من وعيهم الثقافى وإيمانهم القوى بأنه لا نهضة لأى أمة أو دولة إلا بالعلم والاطلاع والثقافة وبالفعل حتى ثقافة الشارع نفسها تعتبر مرحلة جامعية لى ولغيرى ولكل من زار ام الدنيا مصر فى كيفية ضبط النفس وسرعة البداهة فى كيفية التصرف فى العديد من المواقف التى نتعرض لها فتخرج بالعديد من الدروس المثمرة التى تثقل فكرك ووعيك الثقافى وحتى فى المراكز الشبابية والندوات الثقافية التى حضرتها لم تستطع أن تجادل أقل شاب فيهم من قدرته على الحوار والنقاش ووعيه بالأحداث التى يمر بها وطنه وعندما حدثت الثورة فكان حديث العالم عنهم وان كان الكثير منا لا يتابع السياسة ولكن تحولت تجمعاتهم إلى فئات تحمل الفكاهة وتوصيل فكرتهم واعتراضهم على الأحداث بأشكال ثقافية متنوعة وكل منهم على حسب انتمائه السياسي والفكرى والثقافى وسلسلة من المقترحات والتوصيات والتبرعات الثقافية فى مختلف الطبقات للنهوض بأرض الكنانة مصر، فمصر ليست غنية بمواردها المالية سواء كانت بالسياحة أو الزراعة ولكن مصر غنية بمواردها البشرية ونحن لا ينقصنا شيء سوى الاستفادة من الموارد المالية المتاحة لنا وتسخيرها فى ثقل الكوادر البشرية لدينا ونتقن فن الاقتباس من الوعى الثقافى وأهميته من الثقافات الأخرى من الدول.