10 سبتمبر 2025
تسجيلقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (ولا ينبِئُك مثل خبير) سورة فاطر.. ومن هذا المنطلق لابد وأن نسير على هذا الطريق حيث لابد لنا أن نسأل من هو صاحب خبرة مع إدراكنا أن الخبير في كل شيء هو الله ولكنه جعل بعض من ذلك في عباده، سواء بالعلم الذي تعلموه أو الممارسة التي مارسوها في حياتهم العملية واختلطوا بمن هم أقدم منهم وأفصح منهم في مجريات الحياة. فالحياة كما يقال تجارب ومن هذا بدأت هناك تنتشر بيوت خبرة ليستنير بها الناس والدول والمجتمعات في تسيير أمور حياتهم الى ما هو أفضل مما هو عليه، وهذا ما اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر، حيث طلبت من عدد من بيوت الخبرة والشركات ذات البال الطويل في الدراسات المتخصصة في الأمن تقديم المشورة لها والخطوات التي يمكن لها أن تتبعها لتجنب نفسها وشعبها تكرار أحداث سبتمبر، فتقدمت كل مؤسسة وشركة بما لديها من أفكار ومقترحات مبنية على دراسة معمقة بما يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية لتجنب وقوع أحداث داخل أراضيها أو للهيئات الأمريكية في الخارج، وكان من بين تلك الشركات شركة راند التي نحن استعنا بها لتطوير التعليم عندنا حيث ان عندها جانبا متخصصا في التعليم كما استعنا أيضاً بمؤسسات أخرى من آسيا واستراليا ونيوزيلندا، وكان الهدف منها هو تطوير التعليم عندنا.. ومع ذلك لم نتمكن من الوصول إلى مبتغانا في العملية التعليمية رغم ما ننفقه عليها من أموال وتوفير كافة الوسائل لضمان أن نحصل على تعليم مميز، يتناسب والفترة التي نعيشها ويضمن لنا مستقبلاً أفضل في التعليم عندنا، والذي أرى أنه لابد أن ندخل مع هذه المؤسسات ذات الخبرة العالمية التي استقطبناها لتطوير التعليم عندنا، عنصر الوطنية والخبرة الوطنية التي لها باع في العملية التعليمية، من حيث المنهج والإدارة والإشراف الفني والنظامي، حيث اننا علمنا الكثير من أبناء هذا الوطن في مدارس وجامعات متعددة منها العربي ومنها الأجنبي الذي سبقنا في العملية التعليمية، وما أن تخرجت من تلك الجامعات والمعاهد الا وسلمناها العملية التعليمية بجوار من هم متواجدين عندنا من أصحاب الخبرة من عدد من الدول العربية والأجنبية وكان لهم دور في تسيير العملية التعليمية من رياض الأطفال حتى الجامعة، فاكتسبت قدراتنا الوطنية خبرة واستطاعت أن تنفذ البرنامج والمنهج الذي واصل مسيرة التعليم بكفاءة وقدرة شهد لها الجميع، بالرغم من مرورنا ببعض المضايقات المادية الا أن العملية التعليمية كانت عندنا لا تقل عن كثير من الدول المتطورة، لذا حتى تعود العملية التعليمية إلى المسار الذي تبتغيه الجهات المسؤولة في الدولة من تحسن في النوع والكيف، لابد وأن نشرك كفاءاتنا القطرية في هذا المجال وخاصة في ظل توفير الوسيلة التي تساعد بشكل مجد في التطوير إلى ما هو أفضل، فهناك من تقلد عددا من المسؤوليات في العملية التعليمية لابد له من أن يكون متواجدا ويكون بيت خبرة وطنية مع بيوت الخبرة التي استعنا بها وحتى هذه اللحظة نرى أننا لم نحقق المنشود. يقول أحد الشعراء: ياباري القوس بريا ليس يحسنه لا تظلم القوس.. أعط القوس باريها من كتاب روائع الحكمة.