29 سبتمبر 2025
تسجيلجاء إصدار القانون رقم ( 5 ) لسنة 2018 بشأن الخدمة الوطنية والذي يقتضي تكليف كل قطري بلغ 18 عاماً أو حصل على الثانوية العامة أو ما يعادلها، جاء تلبية للحاجة إلى تهيئة وإعداد جيل من الشباب القطري لحمل مسؤولية أمن وحماية الوطن من أي خطر تتعرض له لا سمح الله، بالإضافة إلى تثقيف شبابنا وتدريبهم على أحدث الأسلحة والوسائل الدفاعية الحديثة وإلمامهم بكل ما من شأنه أن يخلق جيلاً متسلحاً بالعلم والقوة والجاهزية التامة. ولا شك أنه ما من ولي أمر إلا ويبارك هذه الجهود الذي تصنع من ابنه مواطناً صالحاً محباً لوطنه ولديه النزعة الوطنية الخالصة للتضحية من أجل ترابه الطاهر، ويكونون على أهبة الاستعداد والجاهزية كقوة احتياط للوطن يتم استدعاؤهم متى ناداهم الوطن لتلبية النداء لحمايته والذود عن ترابه. ولأن القانون رفع مدة الخدمة الوطنية من 3 أشهر إلى سنة واحدة، فإن استدعاء الشباب القطري لإتمام فترة تجنيدهم تأتي مباشرة بعد انتهائهم من الثانوية العامة والكثير منهم لم يتسنّ له حتى أن يقدم على الوظيفة أو حتى الالتحاق في الجامعات أو برامج البعثات الخارجية إن كان متفوقاً، وقد يتم استدعاء البعض منهم بعد أن جهز نفسه للسفر للدراسة ويضطر أن يؤجله أو يلغي الموضوع برمته، وكل هذه الأمور لم يتطرق لها القانون ولم يستثن أحد منها، على اعتبار أن فترة التجنيد إلزامية ولا يجوز على الشاب التي تنطبق عليه الشروط تأجيلها، وإن كنا نرى بأنها قد تضيع على البعض منهم عام كامل من الدراسة سواء داخل قطر أو خارجها، وكان من الأجدى أن يسمح لهم بتأجيلها حتى يتم الانتهاء من الدراسة لأنها قد تؤثر على تقليل حماستهم باستمرارية الدراسة والحصول على درجة البكالوريوس دون أي توقف، وبالتالي فإن المجند الخريج بدرجة البكالوريوس يكون في أريحية من أمره ولا يوجد أي تخوف بداخله من تأخره عن الالتحاق بالدراسة لمدة عام كامل. ولكن الأهم من وجهة نظري وقد يوافقني عليه الكثير من الآباء والأمهات إغفال القانون وأكاديمية الخدمة الوطنية صرف مكافأة للمجند خلال فترة تجنيده، لاسيما وأن من الأهداف الرئيسية للخدمة الوطنية تهيئة مواطن قطري يعتمد على نفسه وليس على غيره، فكيف لمصنع رجال وحماة الوطن أن يغفل عن هذا الأمر، فمن الصعب على والد أو والدة هذا الشاب الذين ينتظرون تخرج ابنهم ليتحمل مسؤولية نفسه أن يوفروا له مصروفه وتكاليف حياته لمدة عام كامل وهو في ذمة أكاديمية تصنع الرجال وتعلمهم المسؤولية وعدم الاتكالية. يحدثني أحد الآباء أنه وقبل أن يستلم ابنه مهام وظيفته الجديدة تم استدعاؤه وتوقفت إجراءات هذه الوظيفة لحين انتهاء ابنه من مدة الخدم الوطنية، بعد أن كان يمني نفسه بأن ابنه سيعينه على ظروف الحياة ويسانده في مصاريف الأسرة. نتمنى من الدولة ممثلة بأكاديمية الأبطال وحماة الوطن أن يرفعوا عن كاهل الآباء والأمهات مسؤولية الصرف على أبنائهم بصرف مكافآت تعينهم على ظروف الحياة وتخفف من أعبائها على آبائهم وأمهاتهم وأسرهم!. فاصلة أخيرة الاتكالية لا تصنع الرجال بل تشعرهم بأنهم ما زالوا تحت الوصاية، ولا نظن بأن هذا الأمر يتوافق مع أهداف ورؤية أكاديمية الخدمة الوطنية، فاجعلوهم مستقلين معتمدين على أنفسهم تظفروا برجال أشداء وأقوياء!. [email protected]