09 سبتمبر 2025

تسجيل

نفوس مكسورة

07 أبريل 2019

  كنت أتابع برنامجاً على إحدى الفضائيات الخليجية، يستضيف الدكتور حمود القشعان عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت استشاري العلاج الأسري والمراهقة، ولفت نظري عدد المتصلين والمتصلات من قطر على هذا البرنامج، وأغلب المكالمات كانت من الكويت رجالا ونساء، وقد لاحظ الضيف وهو مصلح اجتماعي، وكذلك لاحظت كمشاهد لهذا البرنامج نبرة الحزن في أصوات المتصلين ومفردات تعبر عن نفوس مكسورة شباباً وشابات في مقتبل العمر غرقت بهم سفينة الزواج وتحطمت العلاقة المقدسة وعصفت رياح الخلافات بمنازل الأسر الجديدة، التي كانت تنشد السعادة، ويزداد الطين بلة إذا كانت الضحايا أكثر من الزوجة والزوج ضحايا من الأبناء الصغار ويكبرون على حياة الفرقة والتشتت واستمرار الخلافات لسنوات طويلة. ولفت انتباهي إشادة الضيف الكريم بما تقوم به دولة قطر ممثلة في مركز الاستشارات العائلية من دور لعلاج مشاكل الأسرة ولا سيما الحديثة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عن طريق الإصلاح وقبيل التوجه إلى دهاليز المحاكم. وقد استمتعت بأسلوب وطريقة الطرح التي يقدمها د. حمود القشعان وتألمت وضحكت لبعض المواقف التي ذكرها في تلك الحلقة. أذكر منها أنه وأثناء وجوده في أمريكا في إحدى الدورات التدريبية العملية جاء إلى المحكمة زوج في عمر 82 لطلاق زوجته وعمرها 80، وكانا قد اتفقا على الطلاق منذ أكثر من ثلاثين عاماً وسبب تأخر تنفيذ الطلاق الأولاد وبعد أن رحل أولادهما جاءا لتنفيذ ما اتفقا عليه! وعن تدخل أفراد من الأسرة في تأجيج المشاكل، ذكر قصة الأم التي تحرض ابنتها على الطلاق من زوجها والبقاء معها، فقال لها القشعان لماذا لا تتركين ابنتك لحياتها الخاصة مع زوجها وتتفرغين لنفسك فما زلت مؤهلة للزواج وألف من يتمناكِ (وقد كانت كبيرة في السن) أعجبها رأيه فأعادت البنت لزوجها وما زالت تنتظر عريس الغفلة (صدقت مسكينة). تمنياتنا لمركز الاستشارات العائلية إعداد جيل من المصلحين أمثال د. حمود لإصلاح ذات البين وخصوصاً لدى حديثي الزواج. ◄ آخر الكلام... إيجاد حياة ذات معانٍ أفضل من التعالي في المباني [email protected]